"مكاني".. مشروع للتعليم البديل يستهدف الطلاب السوريين في الأردن


قبل خروج السوريين نازحين ولاجئين إلى دول مختلفة, كان جُلُّ الشعب السوري على درجة عالية من الثقافة والتعليم, وكان التنافس في هذا المجال على أشده, أما الآن فمعظم الطلبة انقطعوا عن دراستهم، وانشغلوا بلقمة العيش، والأخطر هم فئة الأطفال الذين كانوا الضحية الأكبر.
 
لذلك تمت إقامة مشروع التعليم غير الرسمي، وتعزيز مهارات الحياة والدعم النفس الاجتماعي، "مكاني"، في الأردن، والذي تنفذه جمعية المركز الإسلامي، بدعم من منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف"، وبالتعاون مع وزارات أردنية.

ويهدف المشروع الذي سينفذ على مدى عام كامل، إلى توفير خدمات التعليم البديل للطلبة السوريين المتسربين من المدارس، وتزويد أولياء الأمور بالمهارات والمعارف الضرورية لأخذ دورهم في رعاية أبنائهم وحماية الطفولة.

ويقدم المشروع العديد من الخدمات التي تغطي برنامج التعليم البديل وبناء المهارات الحياتية والدعم النفسي الاجتماعي، إضافة الى توفير مساحات للعب الأطفال وبناء قدراتهم عبر ترغيبهم بالتعليم بالوسائل المختلفة.

وسيضم المشروع 50% طلاب سوريين و40% طلاب أردنيين و 10% من جنسيات أخرى.

وقد أكد رئيس جمعية المركز الإسلامي، الدكتور جميل الدهيسات، لـ "اقتصاد"، بأن الكلفة الإجمالية للمشروع تبلغ نحو 6 ملايين دولار، وأن هدف مشروع "مكاني" هو إعادة الطلبة المتسربين إلى المدارس بالاشتراك مع اليونيسف، حيث سيتم تأمين الأماكن التي تُسمى بـ "الأماكن الصديقة" لهم، مع تأمين المدرسين، وكأن الطالب في صف نظامي، ليعود بعد فترة إلى التعليم الرسمي.

وأضاف الدهيسات أن الشريحة المستهدفة من عمر 6 سنوات إلى مستوى الثانوية العامة، أما الطلاب والصفوف التي سيتم التركيز عليها فهي الصف الرابع، الخامس، السادس، وسيضم المشروع 30000 طالب وطالبة.
 
التقى "اقتصاد" عدداً من الطلاب السوريين المستفيدين من المشروع، أحمد كان أحدهم من مدينة حمص، منقطع عن الدراسة منذ أربع سنوات حيث كان في الصف الثالث، ويجب أن يكون في الصف السابع، وهو الآن يعمل في محل لبيع الخضار ليعيل أهله، ومشروع  "مكاني" مناسب له جداً، فيتعلم دون أن يترك عمله.

أما رشيد، فهو لم يدخل المدرسة في سوريا، فقد غادر وعائلته قبل بلوغه سن السادسة إلى الأردن، والمفروض أن يكون في الصف الرابع، لذلك لم تقبله المدارس الحكومية، فانتسب إلى مشروع "مكاني" ليتم تأهيله في الصف المناسب لعمره، ليعود إلى المدرسة مع رفاقه.

وقد بينت إحصائيات أن أعداد الطلاب السوريين في المدارس الحكومية في الأردن بلغ 140 ألفاً و559 طالباً وطالبة، منهم 109.975 في المدارس الحكومية و 11.205 في المدارس الخاصة، و 19.379 في مدارس المخيمات.

في حين وصل عدد الطلاب المنقطعين عن الدراسة في الأردن إلى 120 ألف طالب، وبلغت نسبة طلاب اللاجئين السوريين 53% من الطلبة المتسربين والمنقطعين عن الدراسة في مدارس المجتمعات المضيفة ومخيمات اللجوء.

مشروع "مكاني" سيخدم 93000 نسمة من مكونات المجتمع المختلفة من خلال خمسين مركزاً ليوفر لهؤلاء الطلاب السوريين المتسربين من التعليم الحاضنة المناسبة ليعودوا إلى صفوف الدراسة الرسمية مع التأهيل النفسي والاجتماعي في خطوة لإبراز أهمية العلم والتعليم في تقدم الإنسانية.

ترك تعليق

التعليق