"اقتصاد" يرصد حياة اللاجئين في المخيم الذي وصفته "الفايننشال تايمز" بأنه "5 نجوم"
- بواسطة مراد المصري – خاص - اقتصاد --
- 21 كانون الثاني 2016 --
- 0 تعليقات
لجأ السوريون إلى الأردن بأعداد كبيرة, واستقر جزء لا يستهان به في مخيمات أعدت للاجئين بظروف قاسية جداً، ولعل المخيم الإماراتي الأردني هو المخيم الأكثر ملاءمة لظروف اللاجئين من بين باقي المخيمات.
يقع مخيم "مريجيب الفهود" الاماراتي الأردني بالقرب من مدينة الزرقاء، بتمويل من الهلال الأحمر الإماراتي، بتكفلة تصل إلى أكثر من 34 مليون درهم إماراتي أي ما يعادل 7 ملايين دينار أردني، وقد تكفل الهلال الأحمر الإماراتي بكل ما يلزم اللاجئين المقيمين فيه.
ويبلغ عدد قاطني المخيم أكثر من 6 آلاف لاجئ أغلبهم من الأطفال والنساء.
أبو أحمد، رجل خمسيني، يقطن وأسرته المكونة من خمسة أطفال في المخيم، حدثنا عن الوضع هناك، وما يمتاز به عن باقي مخيمات اللجوء في الأردن، موضحاً الخدمات المقدمة فيه، حيث يتوفر كل ما يلزم قاطنيه من صحة وتعليم ودعم نفسي واجتماعي.
يتمتع المخيم بتنظيم جيد، فهو ينقسم الى أكثر من 10 مناطق أو "زون" كما يجب أن يسميها سكان المخيم، وفي كل منطقة أكثر من مئة كرفان مجهز بالفرش والتدفئة، علماً أن المخيم لا يتضمن أي خيمة كما هو الحال في مخيم الزعتري الذي أقيم منذ أكثر من ثلاث سنوات.
يقدم مخيم "مريجيب الفهود" الخدمات التعليمية, ويهتم بالأطفال واليافعين، والمعروف بأن أكثر ما يحتاجه السوريون في هذه الأيام هو خدمات تعليمية ونفسية لهم.
سمير بدران، مسؤول الاتصال في منظمة اليونيسيف، يؤكد اهتمام المنظمة بالجانب التعليمي، حيث أكد في اتصال خاص بـ "اقتصاد" أن المخيم يحتوي مدرسة كبيرة، تضم أكثر من 2500 طالب وطالبة، وأخرى للتقوية والأنشطة، يقام فيها نشاطات تعليمية وترفيهية للطلاب لمساعدتهم على تخطي أزماتهم النفسية نتيجة الحرب وصعوبات تعلمهم في ظل تغير المنهاج الدراسي الذي كانوا يتعلمونه في سوريا عنه هنا في الأردن.
هذا ويوضح بدران، بأن المنظمة تهتم بالجانب الاجتماعي والنفسي للأطفال واليافعين بالشراكة مع المجلس النرويجي, ومنظمة الأرض ومنظمة إنقاذ الطفل، من خلال عدة نشاطات ترفيهية ودعم نفسي واجتماعي، وتقديم تدريب مهني لليافعين كالحلاقة والكهرباء والنجارة وغيرها من المهن الحرفية التي من الممكن الاستفادة منها عند رجوعهم الى بلادهم.
يقدم المخيم الخدمات الصحية للاجئين من خلال مستشفى يضم كل الاختصاصات التي يحتاجها القاطنون فيه، مع توفير العلاجات والأدوية اللازمة.
كما ويهتم المخيم بتقديم الغذاء للاجئين هناك من خلال الهلال الأحمر الإماراتي بإعطاء اللاجئين كوبونات غذائية شهرية، تُصرف من داخل المخيم خلال الشهر، بما يعادل 40 ديناراً للفرد فوق الـ 18 عاماً، و20 ديناراً لمن هم تحت الـ 18 عاماً.
لكن القاطنين هناك يشتكون من عدم كفاية هذه الكوبونات لسد حاجاتهم الغذائية حتى نهاية الشهر، وصعوبة تدبير أمورهم لنهاية الشهر, وفق اللاجئ السوري، الحاج رشيد.
لم يتمنى السوريون مثل هكذا حياة، حتى ولو كانت في مخيم قالت عنه الفايننشال تايمز بأنه "خمس نجوم"، فأقل ما يتمناه السوريون هو أدنى متطلبات حياة كريمة في مخيمات يظنون أنها حتى لو وصلت -فعلاً وحقاً- إلى ستين نجمة، لا تساوي بقايا حجارة في وطنهم الأم سوريا.
التعليق