لأنهم إرهابيون في نظرها.. الحكومة اللبنانية تتعاون مع "البرد" لتهديد نازحي عرسال

يعيش نازحو مخيمات عرسال بين مطرقة الحصار الذي يفرضه حزب الله، وسندان شح المساعدات التي تقدمها المنظمات الإنسانية والإغاثية، ومنها مفوضية الأمم المتحدة.

وفيما تم توزيع حوالي 100 دولار لكل خيمة داخل عرسال من قبل جمعية الوفاء للأعمال الإنسانية،  تقوم بعض الجمعيات الفردية بتوزيع لبعض المخيمات مواد الديزل ٢٠ لتر او ٤٠ لتر  لكن لا تستطيع أي جمعية ان  تغطي هذا الكم الهائل من النازحين السوريين.

 وأكد الناشط "أبو الهدى الحمصي" لـ"اقتصاد" أن جهات نافذة في الحكومة اللبنانية تضغط على الأمم المتحدة لمنعها من المجيء إلى عرسال وتلبية احتياجات النازحين فيها، لأن هذه الجهات تعتبر كل أهالي عرسال النازحين إرهابيين، ولا يستحقون الحياة، حسب وصف الناشط.وأضاف الناشط بأنه أحياناً يتم تعليق عمل مفوضية الأمم المتحدة، لتعود مجدداً.

وفصلت المنظمة العام الماضي العديد من العائلات السورية بحجة قلة التمويل.

ونقل الناشط الحمصي صورة مأساوية من حياة النازحين مع دخول الشتاء واشتداد برودة الجو، حيث "يلجأ هؤلاء النازحين إلى وضع ثيابهم وثياب أطفالهم أو الأحذية في المدافىء لتأمين بعض الدفء لهم نظراً للافتقار إلى وسائل التدفئة أو الوقود".

ولفت محدثنا إلى أن بعض الجمعيات الإغاثية تقدم ما بين 20 إلى 40 لتر مازوت في بعض مخيمات عرسال، وهي مخيم النور ومخيم البراء ٢، ومخيمات الزعيم ٣ أقسام، ومخيم الشهداء، ومخيم الضياء، ومخيم اليمامة، ومخيم النوار، ومخيم العاصي، ومخيم السلام ٢. فيما تقوم جمعية الوفاء للأعمال الانسانية بتوزيع 100 دولار على كل خيمة من خلال برنامج الكفالة وبمساعي أهل الخير والمتبرعين.

والمشكلة الأصعب التي تواجه هؤلاء النازحين بحسب الناشط، هي في إمكانية الخروج من عرسال إلى داخل الأراضي اللبنانية للبحث عن عمل، إذ سرعان ما يتم إلقاء القبض عليهم من قبل الجيش اللبناني أو حزب الله، وتوجيه تهمة الإرهاب الجاهزة لهم.

وأشار محدثنا إلى معاناة نازحي عرسال في تأمين أجار الأرض التي تُقام عليها الخيم التي تتجاوز الـ10 دولارات شهرياً، ناهيك عن رسوم الكهرباء التي لا تقل عن 7 دولارات ورسوم المياه التي تتجاوز الـ10 دولار رغم أن الأمم المتحدة لا تعطي اللاجىء أكثر من 13 دولار شهرياً.

ولفت محدثنا إلى أن "الكثير من أهالي هذه المخيمات تواصلوا مع المفوضية، فاحتجت بقلة التمويل"، رغم أن الحكومة اللبنانية –كما يؤكد- "تحصل على أموال طائلة بحجة استضافة اللاجئين ولا تصرف منها على اللاجئين إلا النذر اليسير".

وزوّد الناشط الحمصي "اقتصاد" بإحصائية حول تواجد النازحين في مخيمات عرسال، وهم يتوزعون كما يلي: "مخيم النور أكثر من 100 عائلة،- مخيم البراء ٩٤ أسرة - مخيم الزعيم ١٢٠ أسرة، مخيم الشهداء أكثر من مئة أسرة- مخيم اليمامة -مخيم ضياء نحو ٢٥ أسرة- مخيم العاصي ٦٠ أسرة- مخيم النوار ١١٢ أسرة، مخيم السلام ٢١٠٩ أسرة".

ومع انقشاع عاصفة "فلاديمير" التي غطت مخيمات النزوح في لبنان، تتخوف هذه الأسر النازحة من عاصفة أخرى ستكون بحسب الأرصاد الجوية اللبنانية أقوى العواصف التي تجتاح لبنان منذ ثمانين عاماً.

ترك تعليق

التعليق