بحجة أن "سيد الخلق" كان تاجراً.. التنظيم يحرر سعر الخبز ويبيع القمح للنظام

قرار جديد من تنظيم "الدولة الإسلامية"، صدر منذ يومين، وهو تحرير مادة الخبز (أي لا سعر ثابت، وسعره يخضع للعرض والطلب).. هذا ما أشار اليه الناشط أبو شام، من مدينة الرقة، في تصريح خاص لـ "اقتصاد"، مؤكداً أن القرار ينص على أن أصحاب الأفران هم الذين سيقومون بتحديد سعر الخبز اليومي، بسبب انعدام مادة القمح, نتيجة بيع التنظيم جميع المحاصيل إلى النظام، عن طريق وسيط حلبي بين الطرفين، وهذا ما يعرّض سعر المادة الأساسية التي يعتمد عليها الناس (الخبز) إلى خطر التأرجح، حسب سعر القمح في السوق السوداء.
 
"لم يُبقي التنظيم للناس هماً إلا تحصيل لقمة عيشهم"، يقول أبو شام لـ "اقتصاد"، ويضيف أن سعر الكيلو الواحد لمادة الخبز في مدينة الرقة 135 ليرة سورية بما يعادل الــ 5 أو 6 أرغفة، فيما سعر الربطة في مناطق سيطرة النظام 45 ليرة سورية، ما يعادل الـ 7 أو 8 أرغفة.

ويذكر أبو شام أن تنظيم الدولة رفع سعر مادة الخبز خلال العام 2015 عدة مرات، قبل أن يتخذ قراره الأخير بتحرير سعر هذه السلعة الحيوية، بشكل نهائي.

وارتفع السعر المحدد للكيلو الغرام الواحد من الخبز في الرقة، خلال العام 2015، من 86 ليرة إلى 100 ليرة، ليصبح فيما بعد بـ 110، وأخيراً بـ 250 ليرة، بعدد 10 أرغفة تقريباً.

ويؤكد أبو شام أن العجيب بالأمر والملفت للنظر، أن التنظيم قام بجمع محاصيل القمح من المزارعين، إما عبر شرائها مباشرة، أو عبر مصادرتها بحجّة الزكاة والتّبرع لـ "مال بيت المسلمين". وجعل من تاجر حلبي يدعى "أبــو عبدو"، وسيطاً بينه وبين "النظام النصيري"، على حد وصف الناشط.

وبدأ التنظيم ببيع المحاصيل وحرمان أهالي الــرّقة من قمح أرضهم ومن أساس العيش، وُملئت الشاحنات بالقمح، وانتشرت على الطريق الدولي (دمشق - الــرّقة)، لتذهب إلى مناطق النظام، حسب الناشط.

ويصف تنظيم "الدولة" هذا العمل بالتجارة.. و"التجارة حلال"، متذرعاً بأنّ "سيد الخلق" كان تاجراً، حسب ما يقول الناشط أبو شام من الرقة.

ترك تعليق

التعليق