توثيق 50 حالة وفاة من الجوع وقلة الدواء في أحياء دير الزور المحاصرة


ترزح الكثير من مناطق مدينة دير الزور لحصار خانق تفرضه قوات نظام الأسد وتنظيم الدولة على حد سواء، ويعاني مئات الألوف من الأهالي في هذه المناطق من قلة الغذاء والدواء، ومن تحكم ما يسمى بـ"تجار الحروب والأزمات" بلقمة عيشهم، فيما لم يؤثر هذا الحصار على قوات النظام المنتشرة داخل هذه الأحياء وفي المطار العسكري–وفق ناشطين- واعتمدت قوات النظام على الطائرات القادمة من دمشق لنقل المواد الغذائية والذخيرة والجنود.


ومن جانبه، أشار تقرير لمركز توثيق الانتهاكات في دير الزور، إلى أن "تنظيم الدولة ومع فشله في إنجاز أي هدف عسكري في أحياء مدينة ديرالزور أو مطارها العسكري, شدد من حصاره على الأحياء التي يحاصرها, وبدأت المواد الغذائية والطبية بالنفاد بشكل شبه كامل إلا من بعض المزروعات القليلة التي تزرع داخل هذه الأحياء وانعدام الكهرباء بشكل كامل منذ ستة شهور وشح المياه الصالحة للشرب".

 ولفت التقرير إلى "توقف الخدمات الطبية بنسبة 95% جراء خروج أغلب الأطباء والممرضين من هذه الأحياء وندرة المواد الطبية".


وأكد مشرف صفحة "دير الزور تُذبح بصمت"، الناشط "أحمد الرمضان" لـ"اقتصاد"، أن "تنظيم الدولة وبعد أن فرض سيطرته على دير الزور فرض حصاراً خانقاً على المناطق التي تقع بدورها تحت سيطرة قوات النظام وتضم أكثر من 250 ألف مدني"، مضيفاً أن "قوات النظام شريكة في الحصار وبعض ضباطه يُدخلون المواد الغذائية إلى بعض أحياء دير الزور التي تقع تحت سيطرتهم ويبيعونها بأسعار خيالية بالاتفاق مع عناصر تنظيم الدولة".


وكشف محدثنا أن "قوات النظام تسيطر على بعض الأحياء فقط في دير الزور ومنها الجورة والقصور وهرابيش البغيلية"، وأكد الرمضان أن مشافي دير الزور تفتقر إلى الكوادر الطبية والدواء ومن هذه المشافي ما يُسمى بـ "مشفى الأسد" على أطراف المدينة ومستوصف الفرات في حي الجورة، اللذين يفتقران إلى الإمكانيات الطبية المطلوبة بما فيها الجانب الإسعافي.


 وأضاف الرمضان أن "هناك أناس ماتوا داخل المناطق المحاصرة من الجوع"، مشيراً إلى أن "صفحة دير الزور تُذبح بصمت وثقت 50 حالة لأشخاص ماتوا بسبب الجوع أو قلة الدواء ما بين أطفال وكبار في السن إضافة إلى استشراء العديد من الأمراض بينهم كاللاشمانيا والتهاب الكبد، إما جرّاء سوء التغذية أو بسبب تلوث مياه الشرب".
 

وفي ظل هذا الوضع الإنساني الخطير وجه المدنيون داخل أحياء مدينة دير الزور المحاصرة نداء استغاثة إلى هيئة الأمم المتحدة ومنظمة حقوق الإنسان لإنقاذ مئتين وخمسين ألف مدني مهددين بخطر المجاعة والوفاة جراء نقص كل مقومات الحياة, ونقل "مركز توثيق الانتهاكات في دير الزور"، شهادات لعدد من المواطنين داخل أحياء مدينة دير الزور المحاصرة لم يتمكن المركز-كما قال في بيان له- من ذكر أسمائهم لدواعِ أمنية، وقد نقلوا للمركز حاجتهم الملّحة لفك الحصار عن الأحياء المحاصرة، وأنهم لم يعد بإمكانهم الصمود بعد عام كامل من الحصار الخانق من قبل تنظيم الدولة من خارج الأحياء وحصار داخلي، وعدم اهتمام قوات النظام بمصير الآلاف من المدنيين الذين يعيشون داخل الأحياء التي تسيطر عليها علاوة على استغلال معاناتهم وحصارهم.

ترك تعليق

التعليق