لماذا تفشل "المؤقتة"؟.. أحد وزرائها يشرح لـ "اقتصاد" الأسباب


 قال وزير الاتصالات والصناعة في الحكومة المؤقتة السورية، المهندس محمد ياسين نجار، إن الحكومة معطلة عن العمل، بسبب انقطاع الدعم عنها منذ ما يزيد عن أربعة أشهر، ولا تستطيع الحكومة أن تلعب دوراً إلا بالحدود الدنيا الأخلاقية والوطنية في الوقت الراهن.

 وأوضح نجار في حوار خاص بـ" اقتصاد" أن، "جزءاً من الموظفين في الحكومة قد تسرب، وجزء منهم هاجر، وبعض أصحاب الكفاءات تركوا الحكومة إلى مؤسسات أخرى ولهم مبرراتهم، والآن يعمل حوالي 130 موظفاً في الداخل، و20 موظفاً في الخارج بلا راتب".

 وبشأن عدم بحث الحكومة عن مشاريع تمويل ذاتية، قال "بدأنا في الوقت الراهن بالاتفاق مع الحكومة التركية بإنشاء جهاز للجمارك، والعمل جارٍ على توحيد السلع التي سيُسمح بها، واللجان المشتركة تعمل عملها"، مستغرباً مما وصفه بـ" نهج تفتيت الدولة" الذي تمارسه عدة جهات ثورية، موضحاً "الكثير من السوريين يبحثون عن حل لمشاكلهم بطريقة فردية بعيدة عن طريقة الدولة، والمنظمات ساهمت في تكريس هذه التفرقة".

وزاد بقوله: "الذهاب إلى النواة الصغيرة، هو ضرب لمفهوم الوطنية، والسؤال هنا لماذا لا يتم دعم الحكومة السورية المؤقتة، ولديها من الكفاءات ما لديها، ولماذا تتجه هذه الدول الداعمة إلى دعم المجالس المحلية كل على حدى".

 وأشار نجار إلى أن "جيش الفتح أفشل تجربة إرساء العمل الحكومي في الداخل السوري، بسبب الجهل بمفهوم الدولة لدى البعض، وبسبب الشعور بالقوة المبالغ به لدى البعض أيضاً".

 وأضاف "إن مسؤولية الحكومة هي استقطاب الكفاءات، وهؤلاء هم من يمتلكون "قصة الدولة"، وبالتالي يجب أن يكون هنالك إجماع وطني على دعم الحكومة، لأنها هي الوحيدة القادرة على الوقوف بوجه حكومة النظام، والائتلاف يقوم بدور سياسي فقط".

وفي غمرة الحديث عن المشاريع السابقة التي قامت بها الوزارة في الداخل السوري قال الوزير: "بالإضافة إلى تشغيل المقاسم في مناطق في حلب وادلب وفي دير الزور، قبل سيطرة التنظيم عليها، قمنا بتعبيد بعض الطرق في حلب وادلب وحماة، بالإضافة إلى مشروع "هوا نت" الذي يؤمن تغطية الشمال السوري".

مضيفاً أن "التغيرات في الخارطة العسكرية، تعيق استمرار عمل المشاريع، وخصوصاً في مدينة حلب، وحاولنا سابقاً العمل في درعا لكن تبدل السيطرة حال دون إكمال العمل هناك".

 وبالانتقال إلى المقاتلات الروسية التي تستهدف المنشآت الصناعية في حلب، عبّر نجار عن خشيته من ضرب مقومات ودعائم الدولة، قائلاً "الروس يريدون إفراغ المنطقة بشكل كامل، حتى يسيطروا عليها عسكرياً".

 وسخر الوزير من تشدق الروس بحربهم على الإرهاب، وتساءل "لماذا تم تحييد آبار النفط في الرقة والحسكة ودير الزور، وتستهدف المنشآت في مدينة حلب التي قد تلعب دوراً إيجابياً فيما بعد".

وأردف "الروس يخشون من قيام منطقة آمنة قد تمهد للحل، ولذلك تستهدف الآن كل مقومات المنطقة الآمنة في الريف الشمالي، على عكس المناطق التي يسيطر عليها التنظيم".

 وكشف نجار عن استمرار الاجتماعات مع الجانب التركي بشأن إقامة المنطقة الآمنة، لكنه أكد في الوقت ذاته على وجود تغيرات في المسار السياسي الدولي والاقليمي.

 وختم الوزير أن "لا جديد في موضوع فتح المعابر الحدودية البرية، ولم نلتقط أي اشارات إيجابية من الجانب التركي، تفيد بصدور قرار يعيد فتح المعابر".

ترك تعليق

التعليق