تقرير وثائقي يسلط الضوء على قصص اللاجئين السوريين في مدينة فيشين الألمانية

تتبّع برنامج وثائقي بعنوان 37 درجة مئوية على قناة ZDFarabic الألمانية أوضاع عدد من اللاجئين السوريين في مدينة "فيشين" بقرية "الغوي"، ورصد قصص اندماجهم والمصاعب التي اعترضتهم منذ بداية لجوئهم إلى المدينة خريف 2014.

وظهر لاجئ في بداية التقرير ليشكر ألمانيا على استقبالها اللاجئين السوريين، فيما قال آخر أنه "ليس من السهل بالنسبة لنا اللجوء فنحن لا نستطيع حالياً القيام بأي شي سوى الانتظار وهو شيء صعب".

وانطلق فريق البرنامج باتجاه المطار في الصباح الباكر بصحبة شتيفي التي تعمل كمضيفة في مدينة فيشين وهي مهتمة منذ بداية اللجوء باللاجئين الموجودين هناك وظهر معها في السيارة لاجىء يدعى إبراهيم بدا مبتسماً، فاليوم هو يوم مهم بالنسبة له لأنه سيستقبل عائلته القادمة من تركيا والتي لم يرها منذ 14 شهراً ولكنه وضعهم بأمان في مركز تركي للاجئين، وأصبح من الممكن أن تأتي إليه عائلته بعد الاعتراف بكونه لاجئ حرب من خلال برنامج "لم الشمل".

وظهر إبراهيم وهو يحمل باقة ورد منتظراً عائلته وبدا في حالة من القلق وهو يمسح دموعه ويدّس رأسه بين يديه، وفجأة يظهر أفراد عائلته فيهرع إليهم ويقبلهم بحرارة وتأثر.

وينتقل التقرير ليتحدث عن ورشة الدراجات الهوائية في وسط القرية التي يعمل فيها لاجىء آخر يُدعى مهند منذ سنة حيث أصابه الملل خاصة في الفترة الأولى، وكأول اللاجئين بحث مهند عن العمل ووجده، وأصبح المهندس المتعلم الآن-بحسب وصف التقرير- ميكانيكي غير متعلم للدراجات الهوائية، وقال مهند لفريق البرنامج: "عندما جئت إلى هنا أردت حينها إيجاد أي عمل ممكن"، وأضاف أنه لم يهتم بماهية العمل لكنه أحب هذا العمل.

وتابع التقرير أن زميل مهند الألماني "اليكساندر" يفكر بالأعداد الكبيرة من اللاجئين الجدد ومن ثقافات مختلفة واصفاً الأمر بغير السهل، ويضيف أن "لا أحد يعرف كيف ستجري الأمور وعندما يكون جميعهم مثل عامله مهند لا توجد عندئذٍ أي مشاكل"، وأردف صاحب الورشة وهو يضحك بصوت عالٍ: "بل سيكون الأمر على ما يرام "، واصفاً عامله مهند بأنه "هادىء كثيراً وخجول".

ويسترجع التقرير بداية التقاء فريق العمل مع مهند العام الماضي حيث كان تفكيره لا يزال متعلقاً بالـ"الحرب الأهلية" في سوريا -كما يصفها البرنامج-، وقال مهند آنذاك أن "السوريين شعروا بالحرية في البداية ولكن بعد التعامل العنيف والدموي من الجيش مات أناس كثيرون"، مضيفاً أن "الأمر مختلف كلياً الآن" -في إشارة إلى دخول أطراف كثيرة في الحرب السورية.

ولفت البرنامج إلى أن مهند الآن "حصل على الاعتراف به كلاجئ، وحصل على مهنة ثابتة وما ينقصه هو المنزل الخاص فقط"، مشيراً إلى أنه "يريد أن يبدأ من البداية بعد خمسة أعوام من الحرب والهروب والانتظار".
 
ويعيش مهند في بيت قروي مخصص لإقامة اللاجئين ويدفع ما يقارب الـ200 يورو من ماله الخاص أجرة لنصف غرفته المزدوجة التي تقاسمها مع طالب التسويق عمر من دمشق الذي يتحدث بدوره عن صعوبات تعلمه الألمانية مستعيناً بغوغل –كما يقول-.

 ويشير التقرير إلى أن "عمر لا يزال ينتظر ورقة الاعتراف به وهو لا يعلم إذا كان سيُسمح له بالبقاء أم لا، ولهذا السبب لا يستطيع أن يدرس ولكنه حصل على وظيفة حارس ليلي بمبلغ 450 يورو ويقول إنه فخور بوظيفته ويشعر بأنه أنجز شيئاً ذا قيمة.

ووصل إلى ألمانيا حتى نهاية شهر تشرين الثاني الماضي 965000 ألف لاجئ، ويشير البرنامج إلى وجود مركز قبول أولي للاجئين بالقرب من فيشن، ويتم فحص اللاجئين طبياً وتسجيلهم في قاعة قديمة لممارسة رياضة التنس.

ونوّه التقرير إلى أن اللاجىء لا يستطيع تغيير مكان تسجيله بعد وصوله إليه في المرة الأولى رغم أن اللاجئين يريدون أن يتجمعوا في مكان واحد، ولكن السلطات الألمانية تحاول منعهم من القيام بذلك، وقال أمجد وهو عربي فلسطيني يعيش في "ألغوي" منذ 25 عاماً ويعمل مترجماً لفريق البرنامج أن "على اللاجئين فهم النظام الموجود في ألمانيا بهذا الخصوص"، مضيفاً أن "الوضع يسير هكذا في ألمانيا".

وعاود التقرير ليسلط الضوء على كيفية عيش إبراهيم الذي ابتدأ به التقرر فهو يعيش مع عائلته في وسط القرية، ويعمل دهاناً وهو حرفي موهوب في مجاله و"المشكلة التي تواجهه فقط هو تعلم اللغة الألمانية رغم أنه موجود في ألمانيا منذ عام كامل" -بحسب التقرير-.

 وأعرب إبراهيم عن سروره بالعيش في فيشن ويرغب أن يعمل ويجني ماله الخاص ولا يريد أن يزعج أحداً -حسب قوله-.
 
أما يوسف فهو من صغار اللاجئين ولديه–بحسب التقرير- اضطرابات "ما بعد الصدمة"، ويقوم بمرافقة عمر إلى الأطباء المعالجين، وتم اعتقاله عندما كان في السادسة عشرة من عمره ونجح يوسف بالهروب من بعدها وأكد لفريق البرنامج- أنه تعرض للإهانة والإذلال مراراً من قبل مخابرات النظام ولهذا السبب قرر الرحيل وحصل على حق اللجوء في ألمانيا ولكنه يحتاج للوقت فهو لا يستطيع الاعتماد على نفسه دون مساعدة من عمر أو "مونيكا"-وهي ناشطة تساعد اللاجئين السوريين.

وبحسب تقرير 35 درجة مئوية حصل "25 سورياً إلى الآن على تصريح الإقامة في مقاطعة ألغوي، و لدى 10 منهم وظائف و6 آخرين حصلوا على منزل".

لمشاهدة الفيديو اضغط هنا

ترك تعليق

التعليق