كيف يمكن فك الحصار عن مضايا؟

فيما يطلق نشطاء سوريون حملات إعلامية لحث الأطراف الفاعلة على فك الحصار عن مضايا بريف دمشق، يعتقد مراقبون أن تلك الحملات على كثرتها، لا تملك المنهجية المطلوبة للنجاح.

وفيما يعوّل البعض على دور حاسم للأطراف الخارجية في إنهاء مأساة عشرات آلاف المحاصرين الذين يموتون جوعاً في مضايا، ومناطق سورية أخرى، يرى آخرون أن وجود استراتيجية سليمة للترويج لهذه القضية سيلعب الدور الحاسم في حلّها.

ويرى الناشط والسياسي السوري المعارض، وليد البني، أن الدول الشقيقة والصديقة، هي الطرف الحاسم في وضع حد لمأساة أهالي مضايا، وغيرها من المناطق السورية المحاصرة.

وكتب البني في صفحته بـ "فيسبوك"، "ليست شقيقة ولا صديقة أية دولة لا تجعل فك الحصار عن عشرات آلاف المحاصرين والمجوعين في المدن والمناطق السورية المحاصرة أولوية أولوياتها".

واستطرد البني: "لا يمكن تصديق أن دولاً قادرة على حشد التحالفات وفرض عقوبات ومقاطعة بضائع وقطع علاقات ديبلوماسبة والدعوة لقمة عربية، لا تستخدم أي وسيلة من هذه الوسائل لمحاولة إنقاذ أطفال ونساء وكهول سوريا من الموت جوعاً أمام أعينهم وهم ممتلئي البطون ومكتوفي الأيدي".

بدوره، لا يبدو أن الناشط السوري، عصام خوري، يعوّل بالدرجة الأولى على الأطراف الخارجية، بقدر ما يرى أن طريقة إعداد وتنظيم الحملات الداعية لفك الحصار عن مضايا، تلعب الدور الأول في نجاحها، ومن ثم يأتي بعدها دور الأطراف الخارجية.

وبهذا الصدد، كتب عصام خوري في صفحته بـ "فيسبوك"، "كل شخصية معارضة بدأت تعمل حملة على موقع آفاس لدعم مضايا، وللأمانة وصلنتي 9 حملات تطالبني بالتوقيع، وللأمانة لم أوقع على أي منها والسبب بسيط، أنها غير مبنية على جدول ضغط متتابع، فأساس حملات الضغط الممنهجة يفترض أن تحمل النقاط التالية:
 
1- وضع خطة للتحرك قبل الحشد.
2- التوضيح أن نتائج حملة التوقيع ستوصل لجهات دولية ضاعطة مثل "مجلس الأمن" بالتنسيق مع منظمات دولية ضخمة أو بالتنسيق مع حكومة دولة ملتزمة بمشروع أصدقاء سوريا.
3- ضمان أن تكون الحملة باللغتين الإنكليزية والعربية لكسب رأي عام.
4- عند تحقيق البنود الثلاث ممكن إطلاق حملة عبر مواقع كآفاس".

واستطرد خوري، "وبعد جمع جملة تواقيع من الضروري تشكيل لجنة متابعة وتنسق عملها مع الجهة الدولية أو الحقوقية الحاملة لهدف الحملة، بالإضافة لضرورة تشكيل فريق إعلامي ضاغط يتمم عملية النشر في عدة مواقع على الأقل ثلاث مرات بالأسبوع لمدة تتجاوز الستة أشهر".

وحمّل خوري الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، و"اتحاد الصحفيين الأحرار"، التابع له، مسؤولية هشاشة الحملات الداعية لفك الحصار عن مضايا، وعدم مأسستها بطريقة مخططة واستراتيجية.

وقال خوري: "للأسف كلا الطرفين – يقصد الائتلاف واتحاد الصحفيين الأحرار- يعملان بصيغ فردية وغير مؤسساتية.... الشعب الذي يجوع اليوم ليس ضحية بشار الأسد المجرم هو وعائلته بل ضحية شخصيات هرمة لم تطور أدواتها ولم تستفد من خبرات الشباب الذين هم من قام بالثورة".

وختم عصام خوري باقتراح استخدام المفاوضات المُنتظرة إقليمياً ودولياً، بين المعارضة والنظام، كورقة ضغط، عبر رفض فريق المعارضة المفاوض الدخول في أية مفاوضات مع النظام، إلا بعد حل مأساة مضايا.

ودعا خوري فريق المعارضة المُفاوض إلى تهديد المبعوث الدولي الخاص بسوريا، ستيفان ديمستورا، بالانسحاب من المفاوضات إن لم تحل قضية مضايا خلال ثلاثة أيام.

وأنهى تعليقه بالقول: "ديمستورا خائف من النزاع الإيراني السعودي أن يهدد شكل المفاوضات السورية، وهو غير مهتم بمضايا والجوع فيها؟".

ترك تعليق

التعليق