تعرّف على قائمة الأسعار فيه.. "اقتصاد" يدخل سجن حمص المركزي ويرصد تفاصيل معيشة المعتقلين

سجن حمص المركزي هو أحد السجون السورية التي زج بها نظام الأسد المئات من المعارضين المدنيين منذ بداية الثورة السورية بتهم الإرهاب وغيرها من التهم التي يستنسخها نظام الأسد من قوانينه الجائرة.

 وعلى مر هذه السنوات، حصلت به العديد من حركات العصيان التي تسمى في لغة السجون (استعصاءات) من قبل المعتقلين نتيجة اعتداءات عناصر أمن النظام والسجانين على المعتقلين والتضييق عليهم، إلى أن بات اليوم تحت سيطرة المعتقلين من الداخل.

"اقتصاد" تمكن من التواصل مع أحد المعتقلين في السجن، وحصل منه على تفاصيل الأوضاع المعيشية والحياتية للمعتقلين والسجناء داخل السجن.

وحسب المصدر، فإن سجن حمص المركزي من ناحية البناء يتألف من بنائين (جديد وقديم)، البناء الجديد يتألف من تسعة أجنحة وكل جناح يفرز إليه نوع معين من الموقوفين، حسب الجرم المنسوب إليهم.

 أما البناء القديم، فإنه يشبه كف اليد في شكله، وفق ما أمر به الرئيس جمال عبد الناصر بأن يُبنى، وفيه ثمانية مهاجع، ومهجعين في الطابق الأرضي، وخمسة مهاجع في الوسط، مشكلة ما يشبه أصابع اليد، ويوجد فوقهم مهاجع أيضاً.
 
ومع بداية الثورة، خُصص القبو للمعتقلين الذين تم توقيفهم على خلفية المظاهرات المعارضة للنظام، وبعد ازدياد عدد هؤلاء نتيجة حملات الاعتقال القمعية التي مارسها النظام، تم فتح المهجعين (الرابع والخامس).


 وبعد أول عصيان للمعتقلين تم خلع الأبواب وبات السجن مفتوحاً على بعضه، وانتشر المعتقلون في أرجائه، فلم يبقى المُعتقل محتجزاً بمهجع معين، حيث أن عناصر الشرطة والأمن ليس باستطاعتهم الدخول لداخل السجن، ويقتصر تواجدهم في مراكز في أبنية الإدارة فقط.

 أما بالنسبة للأمور المعيشية والحياتية، فإن السجن فيه أربعة مرافق استهلاكية، أي محلات، وكل محل يتم استلامه من خلال مناقصة تتم كل أول سنة، وجمعية رعاية المساجين هي المسؤولة عنهم، بالإضافة إلى وجود محلين للخضار ومحلين للخياطة وثلاث صالونات حلاقة ومحل للحوم وورشتين للغسيل.

 وبعد أن أصبح السجن تحت سيطرة المعتقلين والسجناء من الداخل، بدأ البعض منهم بالتجارة في هذه المحلات، وبدأت الاتفاقيات تعقد بخصوص ذلك، وفق ما نقل المُعتقل الذي تحدث إليه "اقتصاد".


 وأضاف المصدر، أنه في هذه الأيام توجد محلات مغلقة ومحلان يعملان، وكل أسبوع تدخل مواد وسلع غذائية عن طريق متعهد مدني يتعامل مع الجمعية، وهو الذي يجلب المواد من أسواق حمص لداخل السجن، وهنا يبدأ التلاعب، حسب قول المعتقل، فكل فاتورة لهذه السلع تأتي بأسعار مضاعفة عن سعرها المتداول في الخارج، وتباع من قبل أصحاب المحلات داخل السجن، كما تُباع أيضاً لأصحاب البسطات المنتشرة في (الكاريدورات) أي في الممرات الداخلية، والتي أيضاً ترفع الأسعار لكن تكون ذات جودة أفضل من الموجودة في الندوة.

 كما أن عمليات الاحتكار لسلع معينة منتشرة جداً بين أصحاب تلك البسطات الذين يخزنون بعض السلع الرئيسية (كالسكر والزيت) المعروف بانقطاعه المستمر، مع العلم أنه يتم جلبه إلى الندوة بكل فاتورة تدخل إلى السجن، فيُباع قسم منه للسجناء والمعتقلين لكن القسم الأكبر يذهب لأصحاب البسطات الذين يحتكرون هذه السلع ويتحكمون بأسعارها.



 أما عن أسعار السلع المتوفرة داخل سجن حمص المركزي، فقد نقل المعتقل لـ "اقتصاد" لائحة بالأسعار التي وردت إلى السجن في آخر فاتورة دخلت إليه، وفرق بين كل من سعر الندوة وسعر البسطات، حيث لكل سلعة سعرين، وهذه هي القائمة لأسعار الخضار والفواكه:


 وتعتبر هذه الأسعار مقبولة مقارنة بما سبقها من الفواتير الأخرى حسب المعتقل.

 أما أسعار السلع الاستهلاكية فهي كالتالي:


أما شريط السخانة الفخارية المستخدم للطبخ، بـ 3000 ليرة، إن وجد.

 وعن الطعام المقدم للمعتقلين من قبل إدارة السجن فهو حسب ما نقل المعتقل لـ "اقتصاد"، سيء جداً، لدرجة أن أغلب المعتقلين لا يتقبلوه ويطبخون بأنفسهم، وأحياناً يقدمون للمعتقلين معلبات لكل واحد 2 علبة، إما مرتديلا أو حُمّص، وأحياناً يُقدم لهم على الإفطار لبن أو زيتون أو مربى، كل شخص 5 ملاعق، أي 100 غرام تقريباً، أما الغداء فهو إما رز مسلوق ومعه مرقة بندورة بداخلها حُمّص حب، أو برغل أو فول حب، أما الخبز فهو مقبول، لكل معتقل ثلاثة أرغفة.