عندما يفتح الموالون ملفات الفساد

يخالك شعور وأنت تقرأ العناوين والمقدمات التي تكتبها وسائل الإعلام المقربة من النظام وصحفيون "مرموقون"، عن الفساد في البلد وضرورة ضرب الفاسدين بيد من حديد، بأن هناك ملفات ساخنة وكبيرة، وسرقات بالمليارات سوف تفتحها هذه الوسائل.

 لكن بعد قراءة الأسطر الأولى تكتشف أن الفساد المقصود ليس إلا الشكوى من ارتفاع الأسعار وعدم قدرة الحكومة على ضبط الأسواق.

بعض هذه الوسائل تحاول أن تشير بالغمز واللمز إلى مواطن الفساد الحقيقية، لكنها لا تقولها صراحة، وينتهي بها القول دائماً إلى توجيه الاتهام للحكومة حتى لو لم تكن مسؤولة بشكل مباشر عن هذا الفساد.

أحد هذه الوسائل، أعلنت قبل أسابيع وبشكل مثير أنه بحوزتها ملفات فساد مهمة، سوف تفتحها تباعاً وسوف تطال قضايا حساسة في المجتمع السوري، ثم تبين فيما بعد أن أهم ما بحوزة هذه الصحيفة كان ملف الجامعات والقبول الجامعي وملف آخر عن المكتب المركزي للإحصاء المتوقف عن العمل منذ خمس سنوات وليس بين يديه أية ميزانية تفسده.

لقد حاول النظام عبر تاريخه أن يوجه الأنظار إلى شكل واحد من الفساد وهو الفساد الحكومي، بينما الفساد الحقيقي والمؤذي كان يجري غالباً خارج الجسم الحكومي وعبر أشخاص اعتبروا على الدوام بأنهم أعلى من أي سلطة في البلد.

ترك تعليق

التعليق