مشروع برعاية فصيل مسلح.. لإنقاذ أهالي المعضمية من العطش

قام نشطاء في مدينة معضمية الشام بإطلاق مشروع يهدف لتأمين مياه الشرب للأهالي القاطنين في المدينة، التي تشهد أزمة كبيرة في المياه إضافة لسائر الخدمات.

ومنذ أسابيع، يعمل لواء الفجر، التابع لألوية "سيف الشام"، على مشروع المياه، وذلك بهدف تأمينها للشرب والطبخ، تحت رعاية الجبهة الجنوبية، وبالتعاون مع الفعاليات المتواجدة داخل المدينة.

 إلى التفاصيل

"أمير"، المسؤول عن المشروع، قال لـ "اقتصاد"، إنه تم رفع عدة مشاريع تخص الجانب الخدمي والمعيشي والطبي، كان من بينها هذا المشروع، الذي يساهم في حل أزمة المياه المتراكمة في المدينة.

وحول تفاصيل العمل، أوضح أمير أن الهدف الأساسي هو إصلاح آبار المعضمية ووضع خزان ماء بجانب كل بئر كي يتمكن الأهالي من استخدام المياه للشرب والطبخ.

وأضاف أن المشروع تطور، "لنتفق مع أصحاب الغطاسات في كل حي، وننسق معهم من أجل ضخ المياه إلى خزانات الأهالي، مقابل مبلغ مالي أو محروقات".

ويقول أمير، إنهم ونظراً للأزمة الكبيرة في مسألة المياه، قاموا بجرعة خدمية مستعجلة، فوزعوا أكثر من 6 آلاف بطاقة يستطيع حاملها شراء 5 براميل من أي صهريج يستوقفه في الشارع.


 الأزمة كبيرة بالفعل

في وقت سابق، قام "اقتصاد" برصد الأزمة المائية المستعصية على الحل، والتي يعاني منها الآلاف ممن يقطنون مدينة معضمية الشام، وتعددت المعاناة لتأخذ أشكالاً متنوعة في طرق جلب الماء؛ بعض الأهالي تمكن من سحب المياه يدوياً من الآبار العربية، بينما اكتفى كثيرون بتعبئة بيدونات صغيرة من أي صهريج، ليحملوها على الأكتاف إلى بيوتهم، التي قد تبلغ الدور الرابع أو الخامس.

وانقطعت مياه الشبكة الرئيسية منذ أشهر طويلة، إضافة لغياب مادة المازوت التي تمكن الأهالي من سحب مياه الآبار بالطرق الآلية، ومن ذلك الوقت بدأت معالم الأزمة في الظهور.

 البداية من الإحصاء

نشطاء المدينة القائمون على المشروع أمضوا أياماً طويلة في إحصاء عدد الأهالي ليتمكنوا من تطبيق مشروعهم بالشكل الأنسب.

الإحصاء جاء دقيقاً، كما يؤكد العاملون عليه، مع أنه لم ينته بعد، ويضيف أمير حول هذا الموضوع، "قمنا بإحصاء دقيق للأسر المتواجدة على أرض المدينة، وقد حاولنا جاهدين أن يكون ذلك شاملاً لكافة السكان القاطنين، بغض النظر عن كونهم من أهالي المدينة الأصليين أو من اللاجئين إليها؛ كأبناء داريا وكفرسوسة والمزة ومخيم فلسطين، وكل هؤلاء سيشملهم مشروعنا".
 
وعن نتيجة الإحصاء، يقول أمير، "نحن نتكلم عن 45 ألف نسمة، وفوق 6 آلاف أسرة تسكن الآن في المعضمية".

بطاقات بـ 5 براميل

دخل أحمد (22 عاماً) إلى أحد مراكز مشروع تأمين مياه الشرب، ليستلم وصلاً يمكنه من شراء 5 براميل من أي صهريج يستوقفه في الشارع.

ويقول أحمد لـ "اقتصاد"، "أنا راض عن هذا المشروع، وأتمنى أن يتابع القائمون عليه بنفس الوتيرة".

بينما يؤكد محمد (50 عاماً) أن توزيع البطاقات "مشي بطريقة مقبولة ومنظمة جيداً".
 
وخلال زيارة "اقتصاد" لمراكز المشروع الرئيسية والفرعية؛ بدا من الواضح حجم الارتياح الكبير بين الأهالي، الذين يتوافدون بالعشرات ليستلموا بطاقات تخولهم من تعبئة خزاناتهم الفارغة من المياه، منذ وقت ليس بالقريب على أية حال.


إصلاح الآبار بدأ بالفعل

حتى اللحظة، تمكن فريق المشروع من إصلاح 12 بئراً موزعة على أحياء المدينة، ويقول أبو هاشم، المسؤول عن هذا الجانب، إنهم يسعون لإصلاح 20 بئراً إضافة لوضع خزانات بجانبها.

وعلى ما يظهر، لن توضع هذه الخزانات حتى يتسنى للفريق إصلاح باقي الآبار، التي يقول أبو هاشم إنها "ستوفر مياه الشرب بشكل دائم حتى ولو انقطع الدعم المالي".


ترك تعليق

التعليق