بين التأكيد والنفي.. هل ستفرض تركيا تأشيرة على دخول السوريين؟

انتشر في اليومين الماضيين بين أوساط السوريين، خصوصاً في تركيا، أنباء حول نية أنقرة فرض تأشيرة دخول على السوريين الراغبين بالدخول إلى الأراضي التركية مطلع كانون الثاني 2016، دون أي تأكيد رسمي إلى حد هذه اللحظة من رئاسة الوزراء التركية أو من وزارة الخارجية المعنية في استصدار مثل هذه القرارات.

 ونقلت العديد من المواقع الالكترونية المهتمة بشؤون اللاجئين السوريين في تركيا ذلك الخبر، فمنهم من نفى الخبر جملة وتفصيلاً، نافياً نية أنقرة فرض أي تأشيرة على دخول السوريين إلى أراضيها، كموقع "ترك برس"، الذي يديره رجل الأعمال التركي من أصل سوري، غزوان المصري، ويعد من أهم المواقع التي تهتم بنقل قضايا وأخبار اللاجئين السوريين في تركيا، كما ذكر المصري عبر صفحته الشخصية في "فيسبوك"، أنه اتصل بالخارجية التركية وأكدوا له أنه لا يوجد إلى الآن أي تغيّر في نظام دخول من يحمل جواز سفر سوري إلى تركيا، وأن مثل هذه القرارات في حال صدرت يعلن عنها على موقع وزارة الخارجية، وبعدة لغات.

 وهو ما أكده أيضاً موقع "هافينغتون بوست عربي"، قبل أيام، تحت عنوان "رسالة طمأنة من أنقرة.. لا صحة لفرض تأشيرة دخول على السوريين"، نقلاً عن متحدث باسم الخارجية التركية، إضافة الى مصادر في الائتلاف السوري المعارض.

 وكان أول من أورد هذا الخبر هي وكالة الأنباء السورية "سانا"، التابعة للنظام، في منشور يوم الخميس 17/12/2015، أعلنت فيه أن حكومة النظام قد ألغت اتفاقية الإعفاء المتبادل بين سوريا وتركيا، ومنعت دخول الأتراك إلى الأراضي السورية من دون تأشيرة بعد 30 يوماً من تاريخ إعلانها لهذا القرار، وردت سبب ذلك إلى العمل بمبدأ "المعاملة بالمثل"، بعد قيام الحكومة التركية بتاريخ 9 /12/2015 بإلغاء الاتفاقية الموقعة بينها وبين الحكومة السورية منذ عام 2009 والتي تنص على إلغاء التأشيرات بين البلدين.

 بدوره، أكد المحامي غزوان قرنفل، رئيس تجمع المحامين السوريين الأحرار، أنه ليس ثمة ما يؤكد أو ينفي قرار فرض تأشيرة على السوريين القادمين لتركيا، لكن المعطيات والمؤشرات، و"اعتقادي الشخصي"، حسب قرنفل، أن هذه الخطوة ستتم لأنها جزء من مترتبات الاتفاق الأوروبي التركي لمحاربة الهجرة غير الشرعية لأوروبا من تركيا.

وأضاف قرنفل أن المعلومات المتسربة تشير إلى أن التأشيرة ستفرض على كل سوري آتٍ لتركيا من بلد آخر غير بلده سوريا، وبالتالي يتعين عليه الحصول على فيزا من القنصليات التركية في الدولة التي سيأتي منها، أما القادمين من سوريا مباشرة لتركيا فلن تفرض عليهم الفيزا لكنهم لن يُمنحوا إذن إقامة فيها، وأن ذلك سيُطبق بدءاً من 8/1/2016.

يذكر أن تركيا كانت قد فتحت حدودها للاجئين السوريين بعد اندلاع الثورة في سوريا عام 2011، وتشير الإحصاءات الأخيرة إلى أن عدد اللاجئين السوريين فيها سوف يتجاوز 3 مليون لاجئ في وقت قريب.

ترك تعليق

التعليق