بدء العمل بالمنطقة الحرة السورية في عينتاب.. وتفاصيل أخرى في حوار مع تمام باردوي


اعتراض بعض الفصائل السورية على نقل أصحاب المعامل لمعاملهم إلى الأراضي التركية.

لدينا من الإمكانيات نحن رجال الأعمال السوريين أن نوفر فرص عمل لكل العمالة السورية هنا، وقد نوفر فرص عمل للمواطنين الأتراك أيضاً.

أناشد رجال الأعمال، وأقول لهم من هنا إن الدور المناط بكم هو دور كبير، والتاريخ سيحاسبكم.

يجب علينا أن نفعّل اتحاد رجال الأعمال السوريين، لقد فشلنا عسكرياً وسياسياً لا يجب علينا أن نفشل اقتصادياً أيضاً.

الحكومة التركية اليوم تعرض مساحات هائلة من الأراضي الزراعية للاستثمار، وهي تقدم المزايا والهبات للمستثمر.



 كشف نائب رئيس المنتدى الاقتصادي السوري، الصناعي تمام بارودي، عن وصول أول خطين إنتاج سوريين من حلب إلى المنطقة الحرة في مدينة عنتاب، وأعرب عن أسفه من وضع العراقيل أمام نقل أصحاب المعامل لمعاملهم من الداخل من بعض الفصائل الثورية والهيئات الشرعية في مدينة حلب. وخلال اللقاء، شن بارودي هجوماً حاداً على رجال الأعمال السوريين الذين فضلوا استثمار أموالهم في دول لا تأوي نازحين سوريين.

 "اقتصاد" أجرت حواراً مطولاً معه، وفيما يلي نص الحوار:

سبق أن أعلنتم في شهر تموز من العام الحالي عن قرب وصول خطوط إنتاج سورية ضخمة من الداخل السوري، من حلب تحديداً، إلى المنطقة الحرة في مدينة غازي عنتاب التركية، والآن نحن في نهاية العام، إلى أين وصلتم في هذا الشأن؟

لقد وصل للمنطقة الحرة في عنتاب قبل يومين من الآن خطي إنتاج، الخط الأول للصناعات البلاستيكية، والثاني للصناعات الغذائية، وهم الآن في طور التجهيز لبدء العمل.

لماذا تأخر وصول خطوط الإنتاج من الداخل السوري، وهل هذه الخطوة هي بداية فعلية لبدء العمل بالمنطقة الحرة السورية في عنتاب؟

بدأت الفكرة في الشهر الأخير من العام 2013، لكن كان تاريخ دخول أول خط إنتاج في منتصف الشهر الحالي، أي نتحدث عن عامين كاملين، واجهنا خلالها عقبات كبيرة من أهمها عدم تقديم الحكومة التركية التسهيلات، ومحاربة رجال الأعمال الأتراك لنا، وخوف رجال الأعمال السوريين من هذه التجربة، وتفضيلهم أن لا يكونوا رأس حربة، والأهم من هذا كله المشاكل التي واجهتنا جراء اعتراض بعض الفصائل السورية على نقل أصحاب المعامل لمعاملهم إلى الأراضي التركية، وعطفاً على الشق الثاني من سؤالك، نعم، هي البداية الفعلية لعمل المنطقة الحرة.

عن أي فصائل تتحدث؟

أتحدث عن فصائل لها وزنها على الأرض، وأيضاً عن الهيئات الشرعية في حلب، التي كانت تمنع إخراج المصانع من المناطق المحررة، دعني هنا أشير إلى استغرابي من طريقة مخالفتهم للشرع الإسلامي الذي يعطي كامل الصلاحية للشخص الراشد بالتصرف بملكه الخاص، علماً بأنهم يحكمون باسم الإسلام أو يدعون ذلك.

دعني أوضح الأمر أكثر، نتحدث اليوم عن أصحاب مصانع ضخمة قد لا يملكون اليوم ثمن أجور نقل هذه المعامل إلى تركيا، وذلك بسبب الظروف السائدة، وهذه المصانع هي عرضة للقصف والصدأ وغيرها من الأمور الأخرى، فلماذا لا نسمح لهؤلاء بنقل خطوط إنتاجهم إلى تركيا، وهذه الخطوة تعود بالنفع عليهم وعلى النازح السوري في تركيا أيضاً.

قمنا بالمنتدى بدراسة للمنطقة الحرة، ووفق هذه الدراسة فإن هذه المنطقة قادرة على استيعاب 40 ألف يد عاملة سورية، وبالتأكيد هذا الرقم ليس بالرقم السهل، وهؤلاء أولادنا.

 قد يكون سبب منعهم هو الحفاظ على متطلبات الإنتاج لمرحلة سوريا الجديدة المقبلة، وهو سبب وجيه برأي البعض!

من يدعون ذلك لا يفقهون شيئاً في قواعد الإنتاج، التطور التكنولوجي اليوم لا ينتظر، بمعنى أوضح هذه الخطوط لها عمر زمني محدد، وأيضاً مواصفات هذه الخطوط تتجدد باستمرار، بالتالي في حال الانتظار أكثر قد لا تكون هذه الخطوط قادرة على العمل من جديد، وبالتالي أقول إن استطاع الصناعي أن يعمل فنحن بالتأكيد نساعده على بناء سوريا القادمة، لأنه سيكون قادراً على إعادة تأسيس معمله في الداخل وبأحدث خطوط الإنتاج في حينها.

أنتم كمنتدى، جهة تضمن للأتراك ملكية وشرعية هذه الخطوط، وعليه لا يستطيع أي صناعي إدخال معمله إلا عن طريق التنسيق معكم في المنتدى، السؤال هنا، ما هو عدد الصناعيين الذين تواصلوا معكم؟

لا أستطيع الإفصاح عن أرقام حقيقية، لكن الأعداد جيدة، ونحاول الآن أن نذلل العقبات التي تعترض طريق نقل هذه المعامل.

 يرى اقتصاديون أن الحكومة التركية ستتجه في العام المقبل لتقديم المزيد من التسهيلات للمستثمرين السورين، وذلك كخطوة أولية لحل مشاكل النازحين السوريين، هل تتفق مع هذا؟

هذا هو المفروض، وهذا ما طلبناه من المسؤولين الأتراك في أواخر العام 2013، قلنا لهم حينها "النازح السوري لا يملك شيئاً، وبالتالي سوف يقبل بأجر متدنٍ يعرضه عليه الصناعي التركي، وهو بذلك يأخذ فرص عمل الأتراك، وبعد مضي فترة من الزمن قد يجلب لكم هذا نتائج لا تحمد عقباها".

وقلنا لهم أيضاً، "لدينا من الإمكانيات نحن رجال الأعمال السوريين في حال قدمتم لنا التسهيلات، أن نوفر فرص عمل لكل العمالة السورية هنا، وقد نوفر فرص عمل للمواطنين الأتراك أيضاً".

نتحدث اليوم على مستوى مدينة غازي عنتاب، هذه المدينة تضم أكثر من 500 ألف نازح سوري، نستطيع اليوم أن نزج بهم في مجال العمل والإنتاج، ونؤمن لهم الدخل الذي يبعد عنهم مذلة السؤال.

 لم نلحظ على سبيل المثال تأسيس شركات سورية مساهمة هنا في تركيا، قد تكون قادرة على استيعاب الرساميل السورية الصغيرة؟

هذا ما نسعى له، وهذا دور رجال الأعمال، واسمح لي أن أناشد رجال الأعمال من منبركم، وأقول لهم من هنا إن الدور المناط بكم هو دور كبير، والتاريخ سيحاسبكم، جميعكم استفدتم من سوريا، بظروف معينة، الكثير منكم صار ثرياً، لا نحسدكم لكن لكم دور يجب عليكم القيام به شئتم أم أبيتم.

يجب أن تقوموا بتأسيس شركات مساهمة، لحفظ رأس المال الصغير المستنزف، وثانياً لتوفير فرص عمل للسوريين.

وأود الإشارة هنا إلى مجال الاستثمار بالعمل الزراعي هنا، الحكومة التركية اليوم تعرض مساحات هائلة من الأراضي الزراعية للاستثمار، وهي تقدم المزايا والهبات للمستثمر، واليوم نحن في المنتدى بصدد التواصل مع وزارة الزراعة التركية، لإنشاء شركات مساهمة قابضة سورية تركية، للاستثمار في المجال الزراعي، ونحن شعب مشهور بالزراعة وهذا عملنا الرئيسي سابقاً.

وأقول لك من هنا في حال نجاح هذا الأمر فلن يبقى مواطن سوري واحد مقيم في المخيمات، الشعب السوري لا يحب أن يكون عالة على أحد.

قد تكون هنالك حلقة اتصال مفقودة فيما بين رجال الأعمال السوريين، بالتالي المسؤولية تقع على عاتقكم وعلى عاتق غيركم من المؤسسات المهتمة بالاقتصاد؟

اليوم مسؤوليتنا تحتم علينا أن نتوجه إلى أصحاب رؤوس الأموال في دول الخليج أو في غيرها من البلدان التي لا تحتضن نازحين، أو إلى ذلك الذي لازال متردداً، ويجب علينا أن نفعّل اتحاد رجال الأعمال السوريين، لقد فشلنا عسكرياً وسياسياً لا يجب علينا أن نفشل اقتصادياً أيضاً.

وأقول هنا وكلي ألم، للآن رجال الأعمال السوريين إما متخوفين أو حذرين، وبالحالتين لا مبرر لذلك، من يمتلك رساميل ضخمة يجب عليه تقديم شيء، لا نطلب منهم المساعدة ولكن نقول لهم تعالوا اعملوا وساعدوا السوري بجزء بسيط من رصيدكم المودع في البنوك.

 على ذكر الأرصدة السورية والبنوك، لماذا لم نشاهد أيضاً ولادة تكتلات استثمارية ضخمة سورية معارضة قد تكون قادرة على دعم الثورة، والعالم كله اليوم يرحب بالاستثمارات العملاقة؟

صحيح ما تقول، اليوم الدول كلها ترحب بالاستثمارات العملاقة، أما الحديث عن استثمارات فردية فهذا لا يعول عليه، وعلى سبيل المثال اليوم رجال الأعمال السعوديين مثلاً عند قدومهم للاستثمار في تركيا مجتمعين، الدولة التركية كلها ترحب بهم، لم أجد جواباً لسؤالك، إلا حالة "الجبن" التي تسيطر على كثير منهم.
 
قد يكون مرد حالة "الجبن/الخوف" التي تحدثت عنها، إلى خوفهم على ما تبقى من استثماراتهم وأموالهم في مناطق النظام، والكل يعلم استحالة الاستثمار في سوريا دون الشراكة مع النظام سابقاً؟

 هؤلاء لا أبحث عنهم، وسؤالك صحيح، لكن لم يقبل كل رجال الأعمال بشراكة النظام، أعرف صناعيين رفضوا العمل مع النظام ونجحوا، صحيح أنهم لم يكونوا بدرجة ثراء الطبقة الفاسدة لكنهم أثرياء.

نتحدث عن عراقة التجار السوريين، هل تعلم أن غرفة تجارة حلب سابقاً كانت في المرتبة الثانية على مستوى الشرق الأوسط بعد غرفة تجارة "استانبول"، هذه العراقة بالتأكيد ليست من صنع النظام، التاجر السوري من أعرق وأنظف التجار، لكن عليهم أن يتجاوزوا حالة الخوف التي صقل النظام بها عقولهم.

التكتل قادم من أحب أن ينضم لنا فهو مرحب به، وهو من الأشخاص الذين لهم دور في الوقت الراهن والمستقبلي، سوريا القادمة لن تسمح للمستثمر الذي آثر الانكفاء برصيده، بالاستثمار مجدداً.
 
هل نفهم من حديثك الأخير، أن هذه القاعدة ستكون مطبقة في سوريا القادمة؟، وقد تكون سوريا المستقبلية بأشد الحاجة لأصغر الرساميل فما بالك بالرساميل الضخمة؟

هذا هو المنطق والتاريخ، استثماراتهم القادمة ستكون على حساب الدم، الكثير من هؤلاء سحبوا أموالهم وهربوا بها وهذا حقهم، لكن ألا يجب عليهم الدخول في تكتلات مالية على الأقل تخدم أبناء وطنهم في حال توفرت هذه التكتلات، اليوم البعض منهم استثمر في ماليزيا فتصور!.

ترك تعليق

التعليق

  • سؤال
    2015-12-27
    هل بالامكان عمل هوية تاجر للعبور مع المعمل الى تركيا لانه لااملك جواز سفر [email protected]