مشروع "بيتك بيتنا".. محاولة لترميم "أرواح" بعض السوريين الذين أتعبهم اللجوء في الأردن


 منازل قديمة يسكنها لاجئون سوريون أكل عليها الدهر وشرب، إضافة إلى أجرتها التي ينوء بها معظم السوريين، الأمر الذي دفع بعض المنظمات الإغاثية لإطلاق مشاريع للمساهمة بإعادة ترميم مثل هذه المنازل.

في خطوة رائدة، قام تجمع الطلبة السوريين في الجامعات الأردنية بمشروع أطلقوا عليه اسم "بيتك بيتنا", لترميم البيوت التي يقطن فيها اللاجئون السوريون في الأردن، وإعادة تأثيثها, في خطوة لإيقاظ الروح الإنسانية والتكافل الاجتماعي.

 التقى "اقتصاد"، سامر عدنان، مدير مشروع "بيتك بيتنا"، الذي أكد أن فكرة المشروع جاءت مع بدء المنخفضات الجوية التي شهدها الأردن، وما صاحبها من تشكل السيول ومداهمتها للمنازل الكائنة في مناطق منخفضة, لذلك أخذ تجمع الطلبة قراراً بإطلاق هذا المشروع، الذي يحمل في طياته لمسة إنسانية.

 أضاف عدنان، "ومع البدء بالمشروع تم الكشف عن بيوت يسكن فيها لاجؤون سوريون وضعها سيئ للغاية, وقد تم زيارة أربعين بيتاً، والاطلاع على أحوالهم، وتم اختيار 5 بيوت هي الأكثر سوءاً لكي يتبناها المشروع، ويبدأ بها مبدئياً، بسبب ضعف الميزانية، فأغلبها من الشباب أنفسهم، أملاً أن يتوسع المشروع ليشمل جميع البيوت المهترئة".

 أحد البيوت الخمسة التي تبناها مشروع "بيتك بيتنا"، هو بيت أبو يحيى الحمصي، الذي شرح لـ "اقتصاد" مدى فرحته عندما وقع الاختيار عليه خاصة مع معاناته مع البنية التحتية المهترئة في المنزل بدءاً من مشاكل تصريف المياه وعدم وجود خط للماء الساخن، إضافة إلى صنابير الماء الصدئة، ناهيك عن الأثاث المستعمل المتعب.

 ومع وجود طلقة في ساق أبو يحيى، تزداد الأعباء عليه، فجاءت هذه المبادرة بمثابة جائزة نفسية له، أخبرته أنه ليس وحيداً، فقد وُعد بترميم المنزل، وتبديل بعض الأثاث مثل الغسالة والغاز، وتوصيل الماء الساخن وإصلاح الكهرباء وبعض الإصلاحات الأخرى.

 تابع "اقتصاد" مع المشروع، وبعد أقل من أسبوع تم ترميم منزل أبو يحيى وتبديل الأثاث لتتغير ملامح المنزل كلياً.

أبو يحيى بدوره، عبر عن فرحه، لأن ما تم أكثر مما توقعه، فقد قاموا بإصلاح الصرف الصحي وتمديدات المياه والمغاسل كاملة للمنزل، وقد ركبوا خزائن خشب للمطبخ، وقاموا بدهان البيت بشكل كامل، وفرشوا الأرض موكيت، وأحضروا طقم كنبايات وصوبة غاز وبرادي وكولر ماء، وأصلحوا الكهرباء.

 يضيف أبو يحيى، "فرحتي لا تقدر بثمن، وفعلاً أيقنت أن الرحمة مازالت موجودة في القلوب بهكذا أعمال إنسانية".

 أبو أحمد، كان صاحب البيت الثاني في المشروع, بسقف من الصفائح المعدنية ووضع مأساوي، قرر فريق المشروع أن يستأجر لأبو أحمد بيتاً آخر أحسن حالاً.

 أبو أحمد يروي لـ "اقتصاد" شعوره وفرحته ببيته الجديد، إضافة إلى ترتيبه بأثاث كامل, في هذا الشتاء سيشعر بالدفء الذي لم يذق طعمه الشتاء الفائت, معبراً عن شكره الجزيل لمشروع "بيتك بيتنا".

 وتظهر الإحصاءات أن حوالي 168 ألفاً من اللاجئين السوريين يقطنون العاصمة عمان، يتركز معظمهم في مخيمات اللجوء الفلسطينية والأحياء الشعبية، في منازل قديمة تتراوح أجرتها ما بين 150 دولار إلى 300 دولار.

مشروع "بيتك بيتنا"، هو أحد تلك المشاريع التي يحاول القائمون عليها تأمين أساسيات الحياة الكريمة للاجئ السوري، بإعادة ترميم سقف يحميه من حر الصيف وبرد الشتاء، قد تكون مساهمة بإعادة ترميم روحه التي أثقلتها أعباء اللجوء.

ترك تعليق

التعليق