في معضمية الشام.. البرد يخلق الإبداع مع تطوير نوع جديد من المدافئ
كان البخار يتصاعد من فوهة تم تثبيتها في نهاية المدفأة، وكان جو الغرفة دافئاً، الأمر الذي يوحي للداخل إلى المكان بأنه ثمة جهاز كهربائي للتدفئة.
تامر (30 عاماً)، استطاع في مدينة محاصرة أن يطور نوعاً جديداً من المدافئ يستطيع عن طريقه تسخين المياه والحصول على تدفئة بخارية إضافة للطبخ، وبمصروف أقل من الحطب اللازم لجميع هذه المتطلبات.
كيف نشأت الفكرة؟
مع ميلاد طفله الجديد كانت ولادة هذه الفكرة التي يقول تامر إنه استطاع من خلالها تأمين المياه الساخنة وتعقيم جو الغرفة عن طريق البخار المتصاعد.
ويضيف تامر لـ "اقتصاد": "طلبت من أحد الحدادين تصنيع مدفأة مع قدوم الشتاء واقترحت أن يستبدل الفرن الذي يضعونه عادة في المدافئ بخزان داخلي للمياه إضافة لصنبور خارجي وفوهة أضيف الماء البارد من خلالها، وأحصل على البخار الذي يتصاعد من نفس الفوهة كلما غلا الماء".
5 دقائق للاستحمام
ويقول تامر أنه بهذه الفكرة تمكن من الحصول على 13 ليتراً من الماء الساخن خلال 5 دقائق فقط. ويضيف بالقول: "أستطيع أن أطهو الطعام وأغلي إبريق الشاي وأسخن الماء للاستعمال والاستحمام في آن واحد".
ويتابع: "نتيجة للحجم الصغير للموقد أحصل على نار أقوى وتكلفة حطب أقل، لاسيما مع ارتفاع أسعار الحطب وانعدام مواد الطبخ والتدفئة الأخرى، كالغاز والمازوت".
أزمة تدفئة في المدينة
مع موجات الصقيع الباردة واشتداد فصل الشتاء ليس بوسع أهالي معضمية الشام إلا دفع الثمن الباهظ لشراء حطب الزيتون أو إحراق ملابسهم وكل ما يمكن حرقه من الكرتون والبلاستيك وغيرها من المواد القابلة للاشتعال.
وأخيراً، يقول تامر إن فكرته غدت حديث المدينة المتجمدة من البرد وأن كل من شاهد المدفأة سأله عن كيفية صنعها ليقلده في ذلك إن ساعده وضعه المادي.
التعليق