ما هي حقيقة الحملات التبشيرية التي تستهدف الفقراء السوريين في مصر؟


استغلت بعض الكنائس المصرية حاجة أغلب السوريين من اللاجئين الفقراء خلال العام 2015 بالتحديد، لتبدأ معهم رحلة مساعدات ودعم نفسي وترفيهي، إضافةً إلى هدايا قيمة، مادية، وسلل غذائية مدعومة.

 وقد يبدو تقديم هذه الخدمات بحسن نية أو تعاطف مع قضية اللاجئين ومعاناتهم في دول اللجوء ومنها مصر، إلا أن الهدف الأسمى من مد يد العون هو البدء بمشروع تبشيري قد ينتهي ببعض الأسر إلى اعتناق الدين المسيحي.

المهمة قد تبدو صعبة على الكنيسة القبطية ومريديها، إلا أنها لن تكون مستحيلة، فحتى لو استجاب عشرون بالمئة من السوريين لهذه الحملات فيعتبر ذلك نجاحاً بالنسبة لهم.

وخلال العام 2015 بدأت الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية على مستوى جمهورية مصر، بحملاتها المنوعة لمساعدة السوريين، واختارت لهذا الغرض القوافل الطبية أولاً، عبر أطباء أجانب، لتقدم الدعم الصحي والعلاجي بالمجان وعلى أعلى المستويات، إلا أن رحلة إغراء السوريين بخدمات الكنيسة لم تتوقف عند ذلك، بل استمرت من باب الدعم النفسي والتغلب على صعوبات الحياة، وليس آخرها، رحلات ترفيهية تستهدف الأطفال والمراهقين تارةً، والنساء تارةً أخرى، كل على حِدى.

 إلا أن الملفت ليس بتقديم الخدمة، فاللاجئون هم أشخاص بحاجة لتقديم يد العون وخصوصاً بعد انتقال السلطة في مصر في منتصف العام 2013، وما تبعه من إغلاق كبير للجمعيات والمؤسسات الخيرية التي كانت تقدم الكثير والكثير للسوريين. فالسوريون الذين تلقوا الدعم من الإخوان ومن السلفيين أو من المؤسسات الدولية، باتوا اليوم تحت براثن الفاقة، ليجدوا حضن الكنيسة الدافىء.

إلا أن مهمة الكنيسة مع السوريين في مصر ليست سهلة، ورغم ذلك استطاعت أن تستهدف من هم أقل تعليماً وأقل ثقافةً، بل أقل وعياً، ممن يمدون يدهم لأي متبرع سواءً كانوا بحاجة أم لا، ولم تخلو الجلسات النفسية أو الرحلات الترفيهية التي ذهب فيها السوريون برعاية كنيسة السيدة العذراء في مدينة 6 أكتوبر من نقاشات حادة حول الدين المسيحي والدين الإسلامي، والتشابه والترابط بينهما، كما أن العديد من السوريين أكدوا أنهم بعد أن خاضوا بعض النقاشات والجلسات الفردية، تمت دعوتهم إلى الصلاة والتأمل والدعاء على الطريقة الإنجيلية، بعضهم خشي على نفسه وعلى أسرته فلم يكرر التجربة، إلا أن بعض الفقراء السوريين الذين استهدفتهم الكنيسة في مدينة السادس من أكتوبر، قرب القاهرة، انساقوا وراء الدعم المادي والمعنوي والترفيهي، السخي والمفرط أحياناً، لنسمع اليوم عن أسر اعتنقت الدين المسيحي (النصرانية)، مقابل سبيكة من الذهب.

وقد يقول البعض أن هذا الكلام بحاجة إلى التأكيد، لذا حاول "اقتصاد" التواصل مع العديد من الأسر ممن تلقوا الدعم المباشر من هذه الكنيسة إلا أن الأغلبية رفضوا الخوض في غمار التفاصيل، واكتفوا بقولهم أنهم يتلقون المساعدات فقط. لكن "اقتصاد" استطاع الحصول على تأكيدت من شهود عيان سوريين حضروا بعض الجلسات التي أدارتها الكنيسة مع لاجئين سوريين، وأكدوا لـ "اقتصاد"، أنهم تعرضوا لعملية تبشير، واشترطوا عدم الكشف عن أسمائهم. كما حصل "اقتصاد" على تأكيدات من شهود عيان أن أسراً اعتنقت المسيحية بالفعل، لكنهم ينكرون ذلك بالعلن.

 إغراءات الكنيسة لم تنتهي عند تقديم السلل الغذائية أو البطانيات أو الرحل الترفيهية داخل القاهرة وخارجها، والتي قد تستمر أياماً عدة في بعض الأحيان، بل استغلت الكنيسة توق السوريين للهجرة وعرضت عليهم جوازات سفر وجنسيات مقابل التقرب منهم واعتناق المسيحية.

يُذكر أن عملية التنصير تتم بمنهجية دقيقة، ويقوم عليها خلايا مدربة تدريباً مكثفاً، وهناك موارد ضخمة تم رصدها لهذا الغرض ولا يوجد أية مشكلة مالية على الإطلاق، هناك رضى تام من الكنيسة الأرثوذوكسية عن نتائج عملية التنصير في مصر من قبل رجال الكنيسة. وهذه الحملات لم تقتصر على مصر، بل شملت العديد من المخيمات السورية في لبنان انطلاقاً من مصر.

ترك تعليق

التعليق