العاصمة بلا ماء ولا كهرباء.. دعوات للهجرة بين المؤيدين والنظام يبيع الأوهام

هل انتهى عهد الثقة العمياء بين النظام وأتباعه العبيد؟، وهل بدأت جحافل التابعين بالصحو في آخر المطاف؟، وهل أيام العتمة الطويلة غير المعتادة أفهمتهم أن النظام قد انتهى إلى غير رجعة، ولم يعد باستطاعته أن يضيء ليل الشبيحة و(لمبات) بيوتهم، وأن بينة الكذب تفسخت أخيراً على رؤوسهم بعد أن عميت قلويهم وعيونهم طوال ثلاث سنوات من حصار الغوطة الشرقية، ودمار قراها، وسقوط البراميل العمياء على داريا وخان الشيخ والمعضمية في الريف الغربي؟!

هل ما أبداه المؤيدون من سخط - على الحكومة والمسؤولين اللصوص كما نعتوهم واستثنوا الأسد- ليس سوى (فشة خلق)؟ـ أم أن المرة هذه مختلفة عن سواها؟، أم أنها فعلاً رسالة قاسية أرادوا إيصالها للنظام دون أن يتجاوزوا الخطوط الحمر، وأنهم ضاقوا ذرعاً بالوعود التي لم تستطع أن تعيد الكهرباء والماء إلى بيوتهم، وأن ما يحصل هو ترحيل أزمات وكذب لا يفسر إلا بالعجز؟

 الملفات بالجملة

كما يرى أحد مواقع الإعلام السلطوي، أمام الحكومة ملفات هائلة وحساسة مثل (واقع مياه الشرب بما فيها حفر آبار جديدة في مدينة دمشق، والطاقة الكهربائية، وواقع الأسعار، وسعر صرف الليرة السورية، والآليات والإجراءات المتبعة لتعزيز استقرار صمود الليرة السورية، وواقع المخازين الاستراتيجية لمادتي القمح والطحين، وكذلك معاناة المواطنين اليومية مع قطاع النقل وأهمية اتخاذ إجراءات جديدة لتحسين أداء هذا القطاع)، بالضبط هذا جزء من ملفات النظام الملحة لإرضاء جمهوره الذي يهتف باسم القائد دون جدوى.

 أما الأهم فهو الماء الذي صار حلماً في بعض أحياء العاصمة، وبالقطارة في أحيائها الحساسة، وصار من المستحيل الحياة بلا ماء، واستنفذ النظام طوال سنوات القحط والحرب حوض بردى على آخر قطرة، والحفر العشوائي أدى إلى نضوب كثير من الينابيع وتراجع في غزارة ما بقي من ينابيع، وهذا عدا عن الفساد في مشاريع البناء، ونضوب مياه الآبار الرئيسية بسبب المواسم المتتالية من الجفاف.

ليس تفاؤلاً بصحوة قريبة، ولكن أقل ما يمكن أن يدافع عنه هؤلاء هو استمرار حياتهم الطبيعية التي باتت في خطر حقيقي بدأت تتلمسه الشرائح المرتاحة.

 كهرباء على نقالة في دمشق

يستطيع النظام أن يعطي لمؤيديه ساعة كهرياء كل يوم لشحن جولاتهم، وهذا الحال منذ حوالي الأسبوع، أما الريف فكل يومين، وهذا ما زاد من سخط بعض النواعم اللواتي يحلفن بصورة السيد الرئيس وجماله وقوته.

 إحداهن تسطر بوستاً احتجاجياً: (خلص حااااج مو؟؟؟، لا كهربا لامي غلا ما في شغل كذب نصب احتيال، ماحدا خايف...صمدنا وقعدنا قذايف تفجير وماخلصنا وقلنا معلش بلدنا،بس لا متى اذا بلدي ما بدها تقدر ومسؤوولينها نايمين عالعملة نحنا لا متى بدنا نصبر؟؟؟؟).

 البعض الآخر دعا إلى الهجرة كحل يبدو وحيداً، واتهم الحكومة بأنها تقف وراء مشروع التهجير الذي يخطط لسكان العاصمة الصامدين...تقول إحداهن: (شكرا منعرف اخر همكن اذا هاجرنا،وهاد يلي حيصير،خليناها للمسؤولين يلي لسا ما شبعوا من الفقر يلي كانوا فيه الله يبسطهن،،بس اتذكروا الشعب والعسكري والرئيس يلي وقفوا معكن، ولولاهن مابتسوا فرنك).

بضاعة الوهم

النظام بدوره بارع في بيع الوهم.. من الانتصارات الميدانية على الأرض، إلى حجم الدعم الذي يتلقاه وإمكانياته عل الصمود، وفي كل مرة مشابهة يحرك أبواقه الذين يبيعون أنصاره الوهم ويفبركونه على قدر عقولهم.

 صفحة على "فيسبوك" نشرت تحت شعار(دعم الليرة الوطنية.. ومحاربة الدولار الصهيوني)، معلومات عن حجم الدعم القادم خلال أسبوع، فمن إيران 3 مليارات دولار ونصف، ومن الصين 5 مليار، ومن روسيا 7 مليار دولار، وهذا ما سيخفض الليرة السورية وتصبح 100 مقابل الدولار وكل ذلك خلال أسبوع.


 في الجانب الرسمي تجتمع الحكومة العتيدة كل ثلاثاء، وتخرج بتعهدات ومجموعة قرارات عاجلة غايتها دعم المواطن، فيما يستمر الغلاء وانقطاع الكهرباء والماء، والليرة تتهاوى إلى الحضيض.

ترك تعليق

التعليق