"ما أصعب أن تكون سورياً بعد اليوم".. "اقتصاد" ترصد ما كتبه صحفيون سوريون يقيمون في فرنسا
- بواسطة فؤاد عبد العزيز - اقتصاد --
- 14 تشرين الثاني 2015 --
- 0 تعليقات
تشابكت آراء اللاجئين السوريين في فرنسا، لتشكل في مجملها لوحة من المواقف المتشابهة التي تخفي في طياتها الكثير من القلق على مستقبلهم كجالية سورية في فرنسا، وعلى مستقبل الثورة السورية بشكل عام..
ومنذ اللحظات الأولى للاعتداءات الإرهابية التي ضربت باريس، شعر السوريون بأنهم معنيون أكثر من غيرهم بهذا الحدث، إذ سارعوا على الفور إلى إدانتها على صفحاتهم الشخصية في "فيسبوك"، معلنين تضامنهم مع أسر الضحايا، في مشهد لا يخلو من الابتذال والمبالغة، غير المقصودين طبعاً..!!
فقد كتب الصحفي السوري، محمود الشرع، على صفحته في "فيسبوك": "يبدو أن العمل الإرهابي في باريس أمس، سيؤثر على مستقبل سوريا والسوريين، أكثر مما سيؤثر على مستقبل فرنسا والفرنسيين".
أما الصحفي السوري، فخر الدين فياض، المقيم في فرنسا منذ نحو عام، فقد كتب على صفحته "سيذكر العالم طويلاً هجمات باريس.. إنها 11 سبتمبر أخرى، والعالم سيختلف وجهه بعدها".
كذلك رأى الصحفي، حسين الزعبي المقيم في فرنسا، حيث كتب "من سيدفع فاتورة مذبحة باريس..؟، ما قبل باريس ليس كما بعدها..".
فيما كتب الصحفي، فؤاد عبد العزيز، مشيراً إلى أن السوريين في كل أوروبا سيتضررون وليس في فرنسا لوحده، "حال السوريين في أوروبا وكأنهم يقولون.. ما أصعب أن تكون سورياً بعد اليوم..".
ومما زاد من مخاوف السوريين مع تطورات الأحداث، هو ما تم الإعلان عنه من اكتشاف جواز سفر سوري بالقرب من جثة أحد منفذي الاعتداءات.. فقد وجدوا أنفسهم فجأة كمتهمين حقيقيين وعليهم أن يبعدوا الشبهة عن أنفسهم.. وعلى الرغم من أن الأغلبية تعاملت مع هذا التطور بسخرية، لكنها سخرية كانت تخفي في داخلها مخاوف حقيقية من أن ينعكس الأمر عليهم في المستقبل..
فقد أعادت الصحفية السورية، مزن مرشد، نشر صورة الصحفي الهولندي الذي استطاع الحصول على جواز سفر سوري يحمل صورة رئيس الوزراء الهولندي بـ 700 دولار فقط، في إشارة إلى أن جواز السفر السوري ليس دليلاً على تورط سوريين.. فيما كتب الصحفي، فرحان مطر، مذكراً بأن السوري عندما يطلب لجوء في فرنسا، فإنه يسلم جميع أوراقه الثبوتية التي يحملها بما فيها وعلى رأسها، جواز سفره..
أما الصحفي عماد مصطفى، المقيم في باريس، فقد حاول أن يتعامل مع الأمر بشيء من التحليل السياسي، فكتب "طبعاً هناك شيء من السذاجة في حمل الإرهابي أوراقه الثبوتية والقيام بعمل انتحاري، لكن حتى هذا العمل بترك أوراقه، له دلالة في رسالة إلى الداخل الفرنسي بأن من يقدم على هذه الأمور هم السوريون والعرب والمسلمون، الأمر الذي يخلق حالة من التوتر داخل المجتمع الفرنسي وبين شرائحه، وهو ما تتمناه داعش وتتغذى عليه، ويوفر له البيئة المتوترة لدعم مشروعه الإرهابي. كذلك فإنه من المعلوم وأثناء هكذا محن، يكون مستوى الانفعال شديداً إلى درجة تنساق فيها الجموع وراء أمور غبية ولا تصدق، وفي النهاية ليس كل العامة هنا يفكر بمنطق وتحليل سياسي، أي بمعنى أنه يرى الأمر من منظور خطر أمني ومن يقف وراءه"..
وعلى مستوى توجيه المواقف السياسية، حاول الكثير من السوريين توجيه الاتهام لنظام الأسد، بأنه صاحب المصلحة الحقيقية والمستفيد الأكبر من هذا العمل الإرهابي، وذلك عبر نشر فيديو قديم للمفتي أحمد حسون، يهدد فيه العالم بعمليات استشهادية، ومنها فرنسا.. غير أن تبني تنظيم "الدولة الإسلامية" للعمليات، جعلهم يتجهون لنوع آخر من الكتابات التحليلية.. فقد كتب الصحفي رأفت الغانم، المقيم في باريس، "داعش التي نفذت الهجوم، إنما تهاجم الحرية والدفاع عنها، التسامح واستقبال اللاجئين والعيش المشترك، إنما تعيدنا لنقطة الصفر، ويخطأ كل من يعتقد أن الإرهابيين يدافعون عن شيء سوى أصنامهم التي تعشعش بعقولهم".
وكذلك كتب الصحفي، ثائر الزعزوع، محاولاً التذكير بمتانة المجتمع الفرنسي، وبأنه لن يتخلى عن قيمه في الحرية، في إشارة تطمينية للسوريين، "لن يستطيع إرهابيون سفلة أن يسرقوا من الفرنسيين حريتهم التي صنعوها على مدى قرون. ولن يستطيع أولاند أن يصادر تلك الحرية.. عليه حمايتهم لا تكبيلهم..".
وعلى جانب آخر، كتب الصحفي، نبيل شوفان، المقيم في باريس، مشيراً إلى أن هذه الاعتداءات إنما هي "ضريبة إصرار باريس على رحيل بشار الأسد بالتزامن مع تصنيف الفصائل الإرهابية التي تقاتل في سوريا".
أما الصحفي حسين الزعبي، فقد كتب فيما بعد محاولاً رصد الانعكاسات السلبية لاعتداءات باريس الإرهابية على السوريين، "فيينا.. غابت تصريحات (لا مستقبل للأسد) وحضرت (إصلاحات الـ 18 شهر) ..".
أخيراً، مما يلفت الانتباه في كتابات السوريين المتواجدين في فرنسا على صفحاتهم في "فيسبوك"، أنها بدت كما لو أن دوائر القرار في ذلك البلد تتابع ما يكتبونه وما يتبنونه من مواقف وآراء.. لذلك حاول الكثير منهم توجيه تعزية باسمه الشخصي إلى الشعب الفرنسي وقيادته، فيما قام البعض بتغيير صورة بروفايله على "فيسبوك" إلى العلم الفرنسي.. والبعض الآخر حاول أن يبالغ بامتنانه لما قدمته فرنسا له ولأسرته وللثورة السورية، فذهب إلى ما هو أبعد من كلمات المجاملة المعهودة..
فلا نستغرب.. إنهم السوريون.. الذين لا يزالون يرون أن الموت يلاحقهم إلى كل مكان يتوجهون إليه.
التعليق