لماذا بات "دولار حلب" الأغلى بسوريا؟

 لم تكد "اللجنة السورية لاستبدال عملة التداول"، تلوح بفرض عقوبات على من يخالف قرارها القاضي بمنع تداول العملة المحلية في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في مدينة حلب وريفها، اعتباراً من مطلع الشهر القادم، كانون الأول، وإحلال العملة التركية مكانها، حتى هرع الأهالي إلى محال الصرافة، لاستبدال القليل الذي بحوزتهم من الليرة السورية بالدولار الأمريكي، والذي وصل سعر صرفه مساء الثلاثاء في بعض مناطق ريف حلب الشمالي إلى 381 شراء، 385 مبيع، بينما لم يتجاوز سعر صرفه في بقية المحافظات السورية الأخرى عتبة الـ380 ليرة.

 ومع أن تطبيق القرار يبدو مستحيلاً من وجهة نظر ماهر أبو الوليد، الموظف في مجلس حلب المحلي، إلا أنه يرى أن لبساطة الأهالي وخوفهم من حيثيات هذا القرار دور كبير في ارتفاع الدولار. وقال أبو الوليد: "الأهالي البسطاء يسارعون إلى محلات الصرافة لشراء الدولار، مع أن الكثيرين منهم لا يملكون ثمن 100 دولار".

وبعد أن وصف ما يجري بأنها "لعبة تجار لا أكثر"، قال أبو الوليد لـ "اقتصاد"، "تجار الصرافة يدركون أن سعر الدولار سينخفض ولهذا هم يبيعون في الوقت الحالي ولا يشترون، والخاسر الوحيد هو المواطن البسيط المستنزف".

 أما الصرّاف كرم، فكان له تفسير مخالف لارتفاع سعر صرف الدولار بحلب، رفض من خلاله إلقاء اللوم على الصرّافين، وشرحه بالقول "نستطيع القول أن المناطق المحررة من مدينة حلب في الوقت الحالي تعيش في حالة حصار مطبق، وأقصد هنا المعابر الحدودية مع تركيا، ومعبر بستان القصر مع النظام، وبغير هذين الطريقين لا طريق للدولار إلى المناطق المحررة".

 أما الناشط الإعلامي، أبو المجد الحلبي، فقد عزا ارتفاع سعر صرف الدولار في مدينة حلب، إلى احتدام المعارك في جنوب وشرق وشمال المدينة. وأوضح خلال حديث خاص بـ"اقتصاد"، أن حلب تعيش أوضاعاً استثنائية على الصعيد العسكري، والقليل القادم سيحدد مصير المدينة، منوهاً إلى حصول تغيرات كبيرة في المستقبل القريب على خارطة السيطرة.

 ووفق الحلبي، فإن إغلاق طريق "أثريا- خناصر" كان له الدور الأبرز في الارتفاع الكبير الحاصل للدولار، فالكثير من المؤيدين للنظام استشعروا خطورة هذا الإجراء، ولهؤلاء دور كبير في استقرار سعر الصرف على اعتبار أن أغلبهم من أصحاب رؤوس الأموال.

ترك تعليق

التعليق