"شوية دفا".. حملة إغاثية لتأمين الحطب للمحاصرين في الغوطة الشرقية
- بواسطة فارس الرفاعي- خاص - اقتصاد --
- 03 تشرين الثاني 2015 --
- 0 تعليقات
نظّم "فريق ورد دمشق" حملة إغاثية لتوزيع الحطب تحت عنوان "شوية دفا" بهدف إغاثة مئات الأطفال والنساء وكبار السن الذين يعانون أشد المعاناة، نتيجة البرد كل عام، في ظل الحصار المطبق على الغوطة الشرقية وبعض مدن وقرى دمشق, مما دفع آلاف الأطفال لأن يبيتون في العراء, فاقدين أدنى مقومات العيش والدفء الذي يحتاجونه، كما جاء في بيان الحملة.
ومن المتوقع أن تبدأ الحملة مطلع الشهر القادم لتشمل المناطق المحاصرة والأكثر احتياجاً داخل دمشق وفي بلدات وقرى الغوطة الشرقية، ويأمل القائمون على الحملة الوصول إلى 50 ألف مستفيد. و"رغم إمكانياته المحدودة تمكن فريق الحملة من تأمين حوالي 60 طناً بمبادرات فردية وعمل تطوعي بحت"، كما يؤكد مؤسس ومدير فريق ورد دمشق"، الناشط، ورد الدمشقي.
وفي حديث خاص لـ"اقتصاد"، قال الدمشقي أن الحملة "تتمثل بجمع أكبر كمية من الحطب لأهلنا الموجودين في الحصار في القابون وبرزة وجوبر والغوطة الشرقية بكل بلداتها وقراها". وتابع أن فريق ورد "يقوم من خلال الحملة بتوزيع كميات من الحطب لكل عائلة موجودة في هذه المناطق بحيث تكفيها طوال الشتاء للطبخ والتدفئة"، علماً أن الفريق– كما يؤكد الدمشقي- "تطوعي ومستقل وغير ممول، لا مادياً ولا عسكرياً ولا سياسياً كما أنه لا يتقاضى أي نسب على العمل الإغاثي، لأن أغلب من يعملون معنا في الداخل هم من أهل المناطق المحاصرة ذاتها".
مالك القلعة
وبيّن محدثنا أن "سبب اختيار مادة الحطب لإغاثة المحاصرين جاء نتيجة الحصار وارتفاع سعر البترول بشكل خيالي". وأضاف أن من لديه من أهل الغوطة ما يكفيه طوال فصل الشتاء من مادة المازوت أو الكاز فقد "ملك القلعة"-بحسب تعبيره-، معقباً بأن "مادة الحطب متوفرة في دمشق وسعرها مقبول، بالمقارنة مع أسعار الوقود، وهي تؤدي الهدف منها وإن كان بشكل أقل فعالية من مادة المازوت مثلاً".
وأردف الناشط الدمشقي: "هناك مدن في الغوطة لم ير أهلها الكهرباء منذ عشرة أشهر والكثير من العائلات فقدت معيلها وبعض العائلات فقدت أكثر من شهيد، وهناك أطفال ليس لديهم من يعيلهم أو يأتي لهم بما يتدفؤون عليه، و"لأجل هؤلاء وغيرهم لجأنا لتنظيم هذه الحملة كي يستفيد الأهالي المحاصرون من الحطب في التدفئة والطبخ في ظل الافتقار الحاد للغاز والكهرباء، أضف إلى ذلك أن طريقة إدخال الملابس إلى الغوطة أصبحت من الصعوبة بمكان".
وفيما يتعلق بالعائلات المستهدفة من الحملة أوضح الناشط "ورد الدمشقي" أن "فريق الحملة بدأ بإحصاء العائلات الأكثر فقراً"، مشيراً إلى أن "الناس في الغوطة الشرقية يعرفون بعضهم البعض، ويعرفون من الفقير ومن الغني أو الميسور أو المحتاج ومن يستطيع شراء حطب مثلاً ومن لا يستطيع ذلك".
إغاثة الأسر الأشد فقراً
وأردف مدير الحملة أن فريقه: "استغرق ثلاثة أشهر في إنجاز هذه الإحصائية وكان الجهد متعباً جداً، ولكن النتيجة كانت مرضية والحمد لله، إذ تم التركيز على الأسر الأشد فقراً واحتياجاً، أي الناس الذين لا يستطيعون أن يشتروا أو يجلبوا ما يدفئون به أنفسهم وأطفالهم"، ويضيف أن "فريق الحملة سيوزّع على هذه العائلات كميات متساوية من الحطب تكفيهم طوال الشهر".
ورغم أن فريق ورد دمشق حديث العهد بالعمل الإغاثي والأقل دعماً بين الفرق الإغاثية إلا أنه تمكن من الوصول إلى المحتاجين في الغوطة الشرقية من خلال حملاته السابقة في توزيع (الحليب) و(اللحم) وفي حملات التوعية والإرشاد النفسي، وكان الفريق الأميز في الغوطة الشرقية -بحسب الإحصائيات الموثقة التي تصدرها المجالس المحلية هناك بشكل شهري-.
وتأسس "فريق ورد دمشق"، بداية العام الحالي 2015, وقدم الحليب لأكثر من 18 ألف طفل, ويقوم بكفالة الحالات المرضية للأطفال ممن هم دون 16 عاماً, والمصابين بتشوهات بسبب الحرب أو الكيماوي. كذلك يقيم الفريق حفلات ترفيهية للأطفال المحاصرين، ويوزع بشكل منتظم أضاحي وهدايا ومستلزمات العيد لأطفال الغوطة الشرقية تحت الحصار.
التعليق