مجمع الأمل.. صرح طبي متكامل يداوي جراح النازحين السوريين في عرسال

يقدم مجمع "الأمل" الطبي في بلدة عرسال اللبنانية خدماته الطبية لآلاف اللاجئين السوريين والمواطنين اللبنانيين رغم إمكانياته المحدودة وشح التمويل في ظل الظروف الصعبة التي يعاني منها القطاع الطبي في عرسال عموماً.


 وأُنشىء المجمع الذي يُعد مؤسسة طبية خيرية في بداية شهر نيسان من العام 2014 إثر سقوط منطقة القلمون الغربي بيد قوات النظام ومليشيات حزب الله، ونزوح المدنيين باتجاه لبنان إلى مخيمات عرسال.
 

و"يشرف على هذا الصرح الطبي الأول من نوعه الهلال الأحمر القطري"، كما يقول المتحدث باسمه، طلال أبو مراد، لـ" اقتصاد" مضيفاً أن المشفى يقوم على خدمة ما يقارب 100000 لاجئ سوري و 35000 مواطن لبناني بشكل مجاني كامل.


بدأ العمل في المشفى بإشراف طاقم طبي متخصص في أكبر تجمع للنازحين السوريين في لبنان لتقديم الخدمات الطبية المتاحة والعمل المستمر على تطويرها وتحسين أدائها في سبيل تخفيف آلام ومعاناة النازخين السوريين من خلال عمل متواصل وجهد حثيث بالرغم من ضعف الإمكانيات.


ولفت أبو مراد إلى أن "المجمع يتألف من قسم العيادات: عينية، سنية، أطفال، إسعاف، علاج فيزيائي، عظمية وعيادة قلبية، وقسم الجراحة: عامة، عظمية وعينية، وقسم الصيدلية".


ورغم أن المشفى مخصص لاستقبال اللاجئين السوريين فقط، كما يشير أبو مراد، إلا أن "هناك استثناءات بالنسبة للأمراض النوعية لغير السوريين وأحياناً يتم تطبيب مرضى من بيروت وزحلة والبقاع وطرابلس"، علماً أن "جميع الأقسام تعمل طوال 16 ساعة يومياً باستثناء قسم العمليات والإسعاف الذي يعمل على مدار الساعة".


وحول آلية العمل في مجمع الأمل الطبي، أوضح أبو مراد أن "العمل في المجمع يكون من خلال ثلاثة أقسام يأتي في مقدمتها قسم العيادات وهو الأكثر نشاطاً وفعالية فهو يستقبل يومياً ما بين 250 إلى 300 مريض لتوفر معظم الاختصاصات فيه، ثم أقسام العينية، الداخلية، القلبية، الصحة العامة، والعظمية، الأطفال، الأسنان، العلاج الفيزيائي، وإعادة التأهيل، بالإضافة إلى عيادة الطوارئ والجراحة العامة".

 وأوضح محدثنا أن "قسم الصيدلة في المجمع يعمل على مدار 12ساعة يومياً ويشكل العبء الأكبر على موارد وإمكانيات المجمع المادية، إذ يؤمن الأدوية لحوالي 7000 مريض شهرياً، ماعدا الأمراض المزمنة والأمراض النفسية والتي ارتفعت نسبتها في الفترة الأخيرة بحيث تعطى الأدوية لهؤلاء المرضى لمدة شهر كامل".

ولفت محدثنا إلى أن " هذا القسم يعاني من نقص في الأدوية وخاصة المتعلقة بالأمراض المزمنة منها وأدوية الأطفال، كما يوجد نقص في أدوية الأمراض المزمنة والنفسية في قسم الصيدلية".

ونوّه الناطق باسم مجمع الأمل الطبي إلى وجود قسم للجراحة في المجمع ولكنه –كما يؤكد- الأكثر ضعفاً بين أقسام المجمع رغم توفر الكادر الطبي الجراحي، عازياً هذا الضعف إلى "النقص الكبير في التجهيزات والمعدات والمستهلكات الجراحية علماً أنه تم التواصل مع العديد من المنظمات والجهات المانحة لكن لم يتم التجاوب إلى الآن".

وضعف الإمكانيات هذا لم يحدْ من عمل قسم الجراحة وخدماته- بحسب محدثنا- إذ "أجرى المجمع حوالي 500 عمل جراحي القسم الأكبر منها العمليات العينية -الساد والحول والزرق –"، مشيراً إلى أن "أقل كلفة لهذه العمليات في مشافي لبنان هي 1200 دولار للعملية الواحدة، بينما المجمع يقدم كل خدماته بالمجان وبشكل مطلق ولا حتى أجور رمزية كما اعتادت الكثير من المشافي والمراكز الصحية الخيرية"، فمهمة هذه المؤسسة – بحسب أبو مراد- "تقديم الخدمات الطبية المتاحة والعمل المستمر على تطويرها وتحسين أدائها في سبيل تخفيف آلام ومعاناة النازخين السوريين".

وتغطي خدمات مجمع "الأمل" الطبي معظم منطقة عرسال ولكن هذا لا يمنع بحسب المصدر، من استقبال حالات مرضى من الداخل اللبناني وخاصة الأمراض العينية وبعض الأمراض النوعية والاختصاصات التي ينفرد بها المجمع في عرسال.
 
وختم المتحدث باسم مجمع الأمل الطبي أن "طموحنا كمؤسسة طبية هو الاستمرار بالعمل وتطوير الأداء والقدرة على تذليل وحل الصعوبات التي يعاني منها المجمع"، مثنياً على الهلال الأحمر وهيئة شام الإغاثية وتجمع الأمل على تقديمهم الدعم والمساندة والمساهمة في تطوير عمل هذا المجمع.

ترك تعليق

التعليق