لماذا يهاجر السوريون في الخليج إلى أوروبا..؟!

لقيت هجرة السوريين المقيمين في الخليج إلى أوروبا الكثير من الانتقادات، في ظل عدم وجود أرقام حقيقية عن أعدادهم، لكن يشير مراقبون إلى أنهم يشكلون نسبة كبيرة من بين المهاجرين، على اعتبار أنهم يمكلون المال وهم الأقدر على دفع تكاليف رحلة اللجوء غير الشرعي.

وتركزت الانتقادات على أن هؤلاء مستقرون، وبعضهم يعيش ويعمل هناك منذ ما قبل سنوات الثورة، وبلجوئهم إلى أوروبا فإنهم يضيعون الفرصة على من هم أحق باللجوء والذات السوريين الموجودين في المخيمات أو في الداخل.
 
وفي المقابل، يرى البعض من المقيمين في الخليج، أن وضع السوريين هناك لا يمكن الحكم عليه من خلال المظاهر، فهم أكثر عرضة من غيرهم للخطر، على اعتبار أن الدول التي يقيمون بها لا تقيم وزناً للأوضاع الخاصة التي تعيشها سوريا، وتتعامل مع مواطنيها من منطلق مصالحها الاقتصادية والسياسية.
 
وكتب الصحفي السوري المقيم في السعودية، طريف الخياط، على صفحته في "فيسبوك"، مبرراً ومدافعاً عن هجرة السوريين المقيمين في الخليج إلى أوروبا، وهو منهم على حد قوله، مشيراً إلى أن لهم مبرراتهم الحقيقية.

وأوضح الخياط: "لم يكن في سوريا حرب عندما طردتني دبي لأنني خسرت عملي عام 2008 بعد الأزمة الاقتصادية. فالإقامة بالخليج مرتبطة بعقد عمل، وعند خسارته يتوجب على المرء أن يغادر. ولا يوجد في تلك الدول أي أمان وظيفي أو استقرار لأي من القطاعات الوظيفية، وبالتالي فلا شعور لا بالأمان ولا الاستقرار".

ويتابع الخياط "لقد لجأت إلى ألمانيا قادماً من السعودية، وتلك الأخيرة على كونها لا ترحل السوريين عند فقدانهم عملهم، إلا أنها تطبق عليهم جميع القوانين الأخرى، أي أن فاقد العمل المنتهية إقامته، لا يحق لأطفاله دخول المدارس ولا يحق له دخول المشافي العامة والخاصة، ومعرض لأخطار شتى حتى إن قاد سيارته في الطريق وأوقفه أي شرطي أو تعرض لحادث، عدا عن أنه لا يستطيع تجديد أوراقها. ويحق لصاحب العقار الذي يستأجره أن يطرده أيضاً، أي أنه مجرد من كافة حقوقه المدنية".
 
وكشف الخياط أن "السعودية رحلّت سوريين كثر إلى تركيا ولبنان رغم المزاعم الرسمية بعدم جواز ترحيلهم، فإن الأمر يزداد سوءاً لفاقد العمل الذي يعيش هناك. فالأمر صدر بمرسوم ملكي ولم تستتبعه البنية القانونية لتقوننه. فيبقى حينها السوري تحت رحمة الموظف السعودي الرسمي، الذي يقع تحت يديه، إن كان مخالفاً".

وعن الشق المادي أشار الخياط إلى أن القول بأن "السوريين يصنعون ثروات بالخليج فهذا أيضاً كلام مردود، سيما أن الدخل يتوزع بنسبة كبيرة منه بين مدارس الأطفال التي تكلف ما لا يقل عن 5000 دولار سنوياً لطفل في الروضة، إذ لا يحق للوافد أن يعلم أبناءه بالمدارس الحكومية عدا عن رداءة تعليمها. وبين آجارات المنازل المرتفعة التي تبتلع ما تبقى من الدخل"..

وتساءل الخياط "أمام كل ما سبق ألا يستحق السوري الموجود في الخليج، الذي استطاع الوصول إلى أوروبا، أن يضمن مستقبل أطفاله. أم أنه إن خسر عمله، عليه أن يتوجه إلى سجون النظام أو يقاسي الأمرين في مخيمات اللجوء...؟!".

ولفت إلى أن "المطلوب من البعض أن يكونوا سوريين ويشعروا بألم السوريين الآخرين، لا أن يبتكروا أساليب وأسس جديدة للتمييز والتفرقة، كما للكراهية والحقد، بين بعضنا البعض. كفانا بمشاكلنا الطائفية والطبقية وأمور أخرى كثيرة في ما بينهما".

ترك تعليق

التعليق

  • نحن في السعودية نعاني الامرين والله اعلم بنا فلا نستطيع ان ناخذ اي حق من حقوقنا لا بقوة القانون الذي لا يحمي الوافد ولا بمكتب العمل ولا غيره نحن مهما كبرت رواتبنا نعيش على الكفاف لان صاحب العمل لا يدفع الرواتب بانتظام ولا تستطيع الشكوى لان ذلك يعني طردك من العمل والبقاء سنوات في المحاكم معه انا مثﻻ لم استلم راتبي منذ 3 شهور وامس نزلت اريد الشكوى بمكتب العمل قال لي الموظف حرفيا انصحك بعدم الشكوى لان ذلك سيترتب عليه ضررا لك فاي قانون هذا واي امان وظيفي واي كلام تقولونه والله لو تمكنت من الهجرة لما ترددت ابدا
  • الإنتهازية الوطنية لم تبقى حكرا على فئة دون أخرى .. فكثيرون كانوا داخل سوريا يعيشون بأمان واستقرار .. قاموا بتأجير منازلهم ومزارعهم ومحلاتهم .. وسافروا إلى أوربا .. يطلبون اللجوء .. وما حدا سائل عالمعثرين الحقيقيين أبدا .. لا الشعب ولا الدول .. الكلام بالتعاطف مجرد موضة فقط
  • 2015-10-29
    ههههه في جعبتي الكثير من الكلام الذي لا يقال