لماذا اخترع "أديسون" المصباح الكهربائي.. الجواب في الغوطة الغربية
- بواسطة فارس الرفاعي- خاص - اقتصاد --
- 27 تشرين الاول 2015 --
- 0 تعليقات
في ظروف صعبة مثل ظروف الغوطة الغربية التي تفتقر إلى أدنى مستويات الحياة الإنسانية لا يصبح الحديث عن عمليات جراحية تُجرى على ضوء الجوال ضرباً من الخيال أو نوعاً من المزاح، فقد تداول ناشطون صوراً لعمليات جراحية قيل إنها أُجريت على ضوء الجوال بسبب انقطاع التيار الكهربائي بشكل دائم، والنقص الحاد في المحروقات في الغوطة الغربية. وتم في هذه العمليات تثبيت كشاف الهاتف الجوال على مكان الجراحة.
مسؤول المكتب الطبي في الغوطة الغربية، أبو قتادة الحكيم، أوضح لـ"اقتصاد" أن "أطباء الغوطة اضطروا لإجراء مثل هذه العمليات مع بداية تشكيل المشافي الميدانية"، مضيفاً أن" هؤلاء الأطباء أجروا عمليات دقيقة وخطيرة في "تبانة" وفي "منشرة خشب" وأخرى على ضوء الشموع، وصولاً إلى ضوء الجوالات"، وأضاف محدثنا: "اضطر الأطباء لإجراء عمليات إسعافية في ظروف كهذه، واعتادوا عليها لانعدام الحيلة وعدم وجود بديل"، ورغم ذلك– كما يقول- "كانت النتائج ممتازة باستثناء بعض حالات الإنتانات في العمليات الكبرى مثل فتح البطن والعمليات العظمية وعمليات مفاغرات الأوعية فهي عمليات كبرى وتحتاج إلى ظروف خاصة وعقيمة وأخصائي في جراحة الأوعية".
وأضاف محدثنا أن" مثل هذه العمليات ممكنة الإجراء إذا وجد الطبيب الجراح، وبوجود طبيب أخصائي جراحة، يمكن الاستعاضة عن الأجهزة بأشياء يدوية فـ"الامبو" بدل "المنفسة الصناعية" و"ربط الأوعية بدل الكوتري" وهو أمر معقد وليس سهلاً وهو بحاجة أطباء أخصائيين في الجراحة والتخدير".
وفيما إذا كان مثل هذه العمليات يحتاج إلى قرار مسبق وما نسبة الخطأ فيها أشار د. أبو قتادة الحكيم إلى أن "عمليات الأوعية التي تجرى غالباً ما تكون إسعافية والقرار في إجرائها يكون أثناء العمل الجراحي أما نسبة النجاح فلا تتعدى الـ 50 بالمائة"، ولفت محدثنا إلى أن "مثل هذه العمليات تحتاج عادة إلى ظروف خاصة وهي غير متوفرة في الغوطة الغربية وفي حال الفشل تكون النتيجة البتر".
ولأن "شر البلية ما يُضحك"، يُروى عن أسباب اختراع "توماس إديسون" للمصباح الكهربائي أن والدته كانت بحاجة إلى إجراء عملية جراحية بسبب مرضها الشديد، إلا أن الطبيب لم يتمكن من إجراء العملية بسبب الظلام واضطر للانتظار إلى الصباح. وها هو نظام الأسد بعد أكثر من 40 عاماً من حكمه يعيد سوريا إلى عصر ما قبل اختراع الكهرباء.
التعليق