سبعة أشهر دون ترحيل.. أزمة نفايات في معضمية و"المحلي" يشتكي غياب التمويل

في المناطق المحاصرة، يشكل الجانب الخدمي الهاجس الأكبر للأهالي ولمختلف الفعاليات الثورية والمؤسسات المدنية المتواجدة في المنطقة.

وتتنوع الأزمات الناتجة عن الحصار وغياب موارد الطاقة عن الأجواء، وتتنوع بحسب مقدار الحصار وحجم النقص في الكهرباء والوقود والدعم المالي واللوجستي.

مدينة معضمية الشام، بريف دمشق، تعاني منذ ثمانية أشهر من أزمة كبيرة في ترحيل النفايات، حيث يشتكي الأهالي مما أسموه الإهمال الكبير من جانب المجلس المحلي، في تركهم عرضة لرائحة القمامة الكريهة وللأمراض التي يسببها تراكم النفايات في أحيائهم وحاراتهم السكنية، بينما يردّ الأخير بأن سبب الأزمة هو حظر الوقود من قبل النظام إضافة لغياب الدعم عن المجلس بشكل تام.
 

"اقتصاد" استمع لشكاوى الناس وأقوالهم حول هذه الأزمة، وزار المجلس المحلي ليضع تلك الشكاوى أمام رئيس مكتب الخدمات مستفسراً، ومطالباً بالحلول.

ماذا يقول المجلس المحلي؟

في تصريح خاص لـ "اقتصاد"، أوضح مسؤول في المجلس أن غياب الدعم عن مؤسسات الثورة في المدينة، وعلى رأسها المجلس المحلي، شكّل سبباً رئيسياً في أزمات المدينة من الناحية الخدمية.

وأضاف مجد عرنوس، رئيس مكتب الخدمات وعضو المكتب التنفيذي، "لا نملك المال اللازم لشراء الوقود لأن سعره مرتفع إلى حد كبير، فسعر بيدون المازوت يتراوح بين 50 و 60 ألفاً، وبدون هذه المادة لا يمكننا رفع النفايات وترحيلها إلى المكب الرئيسي في أطراف المدينة، لقد كنا في بداية الهدنة نقوم بحملات تنظيف لكافة شوارع المعضمية إضافة لترحيل النفايات من مكباتها الفرعية إلى المكب الرئيسي الذي خصصناه لهذا الأمر".

وتابع حديثه قائلاً: "أما الآن مع غياب الدعم وعدم توفر الوقود فليس بإمكاننا عمل شيء".


شكاوى المتضررين

من استقراء أقوال الأهالي يستقر في الأذهان عمق هذه الأزمة وفداحة ضررها وأذاها للمدنيين، الذين لا تكفيهم هموم العيش ورحلة البحث عن الرغيف لتطاردهم الأزمات من كل جانب، وعلى رأسها أزمة النفايات التي تجلب لهم الضرر الكبير في صحتهم،  وتلوث ما يستنشقونه من هواء كان من المفترض أن يكون أكثر نقاء.

إبراهيم (35 عاماً) قال لـ "اقتصاد": "مكب النفايات في حينا لم يرحّل منذ سبعة أشهر، لم يتحرك المجلس المحلي ولا النظام الذي عقدنا معه هدنة منذ سنة ونصف، نحن نعاني من الرائحة الكريهة ومن المنظر المؤذي للنفايات".

بينما قال محمد (25 عاماً): "لا يكفينا الوضع المعيشي السيء الذي نحياه حتى نتنفس الهواء الملوث الذي يزكم الأنوف". مطالباً كل الهيئات العاملة في المدينة بالعمل على إيجاد حل لهذه الأزمة.

وفي مكان آخر من مدينة معضمية، ضج الحاج أبو صطيف (70 عاماً) بالشكوى قائلاً: "هل رأيت نفايات تبقى أمام عينيك سبعة أشهر دون ترحيل، هل تستطيع العيش بهذا المنظر وهذه الرائحة؟، وين المجلس المحلي؟، وين الثوار يشيلولنا هالقذارة، لازم نموت من المرض و الهواء الملوث!".

واكتفى المجلس المحلي رداً على هذه الشكاوى بالقول: "ماذا نصنع؟، لا يوجد لدينا وقود أو دعم مالي أو لوجستي؟، نحن في وضع حرج حقاً!".

 حلول مبدئية

نتيجة للأذى الذي يلحق بهم، تخلص الأهالي من النفايات المتراكمة أمام بيوتهم عن طريق إشعال النيران فيها وتركها حتى تحترق تماماً وتصبح رماداً.

ومن الملاحظ دائماً، في شوارع المعضمية، نيراناً تشب في حاويات القمامة كل ليلة، حيث تعتبر هذه الطريقة الأسلوب الذي لا مفر منه والذي يلجأ إليه الأهالي هرباً من أزمة كبيرة في حاجة للحل السريع.


إذا توفر الوقود؟

كل جانب من المرافق  الخدمية بالمعضمية يعاني من أزمة أو مشكلة يكون الوقود هو السبب الرئيسي في حدوثها، و يقول مجد عرنوس: "إذا توفر الوقود سوف نقوم بحملات تنظيف عامة ونرحل جميع النفايات".

وحول إمكانية إخراج القمامة إلى خارج المدينة، نفى عرنوس أن يتم هذا الأمر قائلاً: "منذ 4 سنوات لم تتجاوز  سيارة واحدة محملة بالنفايات عتبة المدينة"، مؤكداً أن النظام لم يسمح بذلك حتى الآن.

زبدة القول

وفي نهاية المطاف ماتزال أزمة النفايات جاثمة على صدور المدنيين، وما تزال أضرارها تنال من صحتهم وتلحق الأذى بمعيشتهم،
وماتزال الحلول البديلة غير كافية للتخلص من هذه المشكلة، في الوقت الذي تفتح أزمة من هذا النوع، ملفات شائكة ومستعصية على الحل، تتركز في عمق مؤسسات الثورة وعلى رأسها المجلس المحلي لمدينة المعضمية، تتمثل جميعها في غياب الدعم المالي واللوجستي بشكل تام أو شبه تام، ربما سيستمر حتى حين.

ترك تعليق

التعليق