ألمانيا.. 3 دقائق ترصد واقع اللاجئين، جعلت مراسل التلفزيون الرسمي مصدوما


أظهر تقرير مصور بثه التلفزيون الألماني الرسمي (دويتشه فيله) مقدار الصعوبات التي يعانيها اللاجئون الجدد، لاسيما في العاصمة برلين، حيث يتكدس آلاف اللاجئين يوميا في العراء والبرد الشديد، منتظرين إنهاء إجراءات تسجيلهم.

ووصف مقدم التقرير الأجواء بأنها شديدة البرودة، وأن درجات الحرارة لاتكاد تتعدى 3 درجات، فيما كان يتوجه نحو مكتب تسجيل اللاجئين شاقا عتمة الفجر، حيث كانت عقارب الساعة عند الخامسة والنصف، ليجد رجلا مستلقيا على الرصيف أمام المكتب لأنه لم يحصل على مأوى بعد.

وعند الساعة السادسة والنصف فجرا، وفيما لا تزال العتمة مخيمة، ترصد كاميرا المراسل حشودا كبيرة من اللاجئين مصطفين في طوابير أمام مكتب تسجيل اللاجئين، وبينهم أطفال ونساء، منتظرين أن يفتح المكتب أبوابه عند السابعة والنصف كالمعتاد.

التقى المراسل بأحد اللاجئين فأخبره بأن ينتظر أمام المكتب منذ منتصف الليل، بينما كان البخار يتصاعد من فمهما، في دلالة على شدة البرودة.

وكشف التقرير أن عدد اللاجئين الذين يرتادون المكتب يقرب من 4 آلاف لاجئ يوميا، لا يتم تسجيل سوى 400 منهم (أي بنسبة 10%)، أما البقية الذين يشكلون 90% فيعودون ليشكلوا مزيدا من الضغط مع الحشود التي تتدفق كل يوم.

ويتجه المراسل إلى من وصفها بـ"الأم الشابة" ويبدو من زيها أنها سورية، ليقول إنها لا تفهم سبب عدم تأمين مأوى لها ولأطفالها الذين ترصدهم الكاميرا متدثرين بطبقات من الثياب، مبدية تخوفها من مرضهم في هذا البرد الشديد، وهو نفس التخوف الذي يبديه متطوع ألماني، قال إن بين الحشود أطفالا تتراوح أعمالهم بين 3 و10 سنوات، يقفون مع أهاليهم منذ الخامسة صباحا.

لكن الأسوأ لم يأت بعد، حيث يعلن مسؤولو المكتب أن أبوابه لن تفتح قبل ساعتين أو 3 ساعات، متأخرة عن الموعد المعتاد (السابعة والنصف)، وهذا ما يصيب المنتظرين بمزيد من الإحباط، ويدفع المراسل ليعبر عن مشاعره بشكل مباشر، قائلا إنه "مصدوم"، وإنه لم يكن يتوقع أن يرى مثل هذه المشاهد في ألمانيا، وإنه بات عاجزا عن التعبير وعن استيعاب ما يحدث.

وأنهى المراسل تقريره الذي لم يتجاوز 3 دقائق، بلقطات لحشود اللاجئين، منوها بأن عمل المكتب لـ"هذا اليوم" (يوم تصوير التقرير) سيكون محدودا؛ لأن لدى موظفي المكتب اجتماعا، وهكذا فإن الكثيرين ستذهب ساعات انتظارهم هباء.

ترك تعليق

التعليق