تحقيق لصحيفة عالمية يؤكد شراكة "النفط والغاز" بين النظام والتنظيم


ليست المرة الأولى التي تنشر فيها وسائل إعلامية أدلة على وجود تعاون "رسمي" بين نظام الأسد وتنظيم "الدولة الإسلامية" في مجال النفط والغاز، لكن المفارقة هذه المرة أن واحدة من أعرق الصحف الاقتصادية العالمية، تقول أنها واثقة من وجود اتفاقيات بين النظام السوري وتنظيم "الدولة" في إدارة المنشآت النفطية وصيانتها.

وكان موقع "اقتصاد" سباقاً في نشر معلومات توثق هذا التعاون منذ آب 2014، حينما نشر موقعنا حديثاً لمهندس بترولي سوري، أوضح ملامح التعاون بين النظام والتنظيم في مجال النفط والغاز.

وقد لحق بموقع "اقتصاد" العديد من وسائل الإعلام السورية التي وثقت جوانب من التعاون بين الطرفين، لكن اليوم، يأتي هذا التوثيق من جانب صحيفة بريطانية، تُعنى بالاقتصاد العالمي، وتُوصف بأنها تتمتع بدرجة عالية من المصداقية في الأوساط المعنية.

صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية تحدثت في تقرير نشرته مؤخراً بأن نظام الأسد يبعث بعمال لإدارة وصيانة المنشآت النفطية الخاضعة لسيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية"، وذلك مقابل استمرار ضخ النفط والغاز لمناطق النظام.

وحسب تقرير الصحيفة، فإن 90% من الطاقة الكهربائية في سوريا مصدرها الغاز، في الوقت الذي يسيطر فيه تنظيم "الدولة الإسلامية" على 8 محطات لتوليد الطاقة، منها ثلاث تعمل بالمياه، ناهيك عن أكبر محطة لإنتاج الغاز في سوريا.

واعتمد التقرير على روايات العاملين في محطات توليد الطاقة والمنشآت النفطية في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية". ويوضح مختصون بأنه فيما يملك تنظيم "الدولة" جزءاً كبيراً من مصادر النفط والغاز بسوريا، يملك النظام الشركات القادرة على إدارة وصيانة منشآت النفط والغاز. الأمر الذي خلق الحاجة، على ما يبدو، لتعاون وثيق بين الطرفين، النظام والتنظيم.

وحسب تحقيق "الفايننشال تايمز" فإن التعاون بين النظام والتنظيم أقوى في مجال الغاز الذي يولد الطاقة الكهربائية، مقارنة بتعاون الطرفين في مجال النفط.

وتؤكد الصحيفة البريطانية أن النظام اتفق مع التنظيم على اقتسام إنتاج محطة توينان للغاز بحصة 50 ميغاوات للنظام، و70 ميغاوات لـ "الدولة الإسلامية".

ويجبر نظام الأسد عاملي شركات النفط والغاز من السُنة على الذهاب إلى مناطق سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية"، وكل من يرفض يفقد وظيفته. ويروي العاملون والمهندسون يومياتهم تحت سيطرة التنظيم، وما يتعرّضون له من تضييق وتهديد، ولكنهم مرغمون على العمل في تلك الظروف.

ترك تعليق

التعليق