اللاجئون السوريون يقطعون "أغلى" رحلة إلى النرويج على الدراجات الهوائية


يضطر اللاجئون السوريون الذين يمرون من معبر "ستورسكوج" في أقصى شمال النرويج إلى استخدام الدراجات الهوائية كوسيلة للانتقال، نظراً لمنعهم من السير مشياً على الأقدام، لقصر المسافة من جهة، ولامتناع سائقي سيارات الأجرة والحافلات عن نقلهم إلى "ستورسكوج" بسبب الغرامات التي تُفرض عليهم من قبل السلطات النرويجية والتي لا تقل عن10 آلاف كرون، من جهة أخرى، وذلك وفق نشطاء.

ولذلك فـ"الوسيلة الوحيدة لعبور الحدود بالنسبة للاجئين السوريين هي الدراجة الهوائية. وفي الجانب النرويجي من الحدود يصادر حرس الحدود جميع الدراجات الهوائية من اللاجئين فور تسليم أنفسهم للشرطة.



وذكر تقرير لصحيفة NRK بأن "هناك المئات من الدراجات الهوائية في عهدة الشرطة النرويجية في محطة Storskog على الحدود بين روسيا والنرويج. حيث أن 80% من هذه الدراجات لا تتناسب مع المتطلبات النرويجية، والآن تم اتخاذ قرار بضرورة التخلص منها على الرغم من أن مراكز اللجوء في محافظة Fennmark بحاجة إلى الدراجات". لذلك تقوم السلطات النرويجية بجمعها وإرسالها إلى معامل الصهر لإعادة إنتاجها، والكثير من هذه الدراجات غالباً ما تكون بحالة جيدة و90 في المئة منها من ماركات تجارية جيدة، ولكنها لا تصلح للسياقة في النرويج. لأن "من شروط ترخيص الدراجات فيها أن يكون لها جهاز مكبح (فرينين). وكل الدرجات التي يجلبها السوريون من جنوب أوربا وروسيا بمكبح واحد، وصمّمت هذه الدراجات بحيث من غير الممكن أن يتم وضع فرامل إضافية لها، وبالتالي ليس لدى الشرطة خيارات أخرى سوى إعادة التدوير"، وفق ما يقول الناشط، "أبو فارس الشبلي".


ويضيف المصدر في حديث لـ "اقتصاد" أن "منظر مئات الدراجات المكدسة فوق بعضها البعض في مدينة فينمارك Avfallsselskap أثار حفيظة واستياء المواطنين النرويجيين فطالبوا بإزالتها"، مشيراً إلى أن "بلدية المدينة تقوم بتحميل حاوية من الدراجات تقريباً كل يوم ويتم شحنها إلى الحدود الروسية من أجل تدويرها في معامل متخصصة هناك، ومن ثم إرسالها كخردة معدنية لشمال السويد".

وأوضح الشبلي الذي يقيم في النرويج منذ أكثر من سنة ونصف نقلاً عن لاجئين جدد وفدوا إلى البلاد أنهم دفعوا حوالي 200 دولار ثمناً للدراجة الواحدة، ولم يستخدموها سوى لمسافة قصيرة لا تتعدى الـ150 متراً وأنهم كانوا يتمنون قطع هذه المسافة مشياً على الأقدام وتوفير هذا المبلغ الذي هم بأمس الحاجة إليه.
 

وبحسب إحصائيات "مديرية الهجرة النرويجية" "ازداد عدد اللاجئين الذين دخلوا النرويج من الأراضي الروسية من 12 شخصاً في عام 2014 إلى قرابة 1200 شخص هذا العام. وعلى الرغم من أن الرحلة عبر مقاطعة مرومانسك الواقعة في المنطقة القطبية، طويلة، إلا أنها أكثر أمناً بالمقارنة مع عبور البحر الأبيض المتوسط، بالإضافة إلى كون هذا الطريق شرعياً.

ترك تعليق

التعليق