في عنتاب.. لاجئات سوريات يعملن بإنتاج الأغذية المصنعة لدفع الفاقة عن أسرهن


"هدفنا هو إبعاد العوز عن السيدات السوريات، فلقد وصل الحال ببعضهن إلى التسول، وإلى السرقة في بعض الأحيان"، بما سبق تجمل مديرة جمعية البيت السوري للتأهيل والتدريب، سلوى نجار، هدف الجمعية من افتتاح قسم الأغذية المصنعة والمغلفة مؤخراً.

وخلال حديث خاص بـ"اقتصاد" تروي نجار تفاصيل حادثة جرت مؤخراً مع سيدة سورية في مركز للتسوق، تعرضت للاعتقال بعد أن ضبطت متلبسة وهي تملأ حقيبتها بمواد غذائية دون أن تدفع ثمنها.

وفي خطوة من الجمعية لمساعدة السيدات السوريات اقتصادياً، شرعت جمعية البيت السوري للتأهيل والتدريب، وهي جمعية  خيرية مرخصة في مدينة "عنتاب" التركية، بافتتاح قسم الأغذية المصنعة والمغلفة. ويشمل القسم إنتاج الملوخية الجافة، ومكدوس الباذنجان، والخضروات المصنعة "البامياء وتجهيز الخضروات  للمحاشي، القرع والكوسا والباذنجان"، فضلاً عن إنتاج المربيات بأنواعها "التفاح والسفرجل"ومن ثم بيعه  للسوريين بأسعار التكلفة.

وعن العائد المادي الذي ستمنحه الجمعية للسيدات السوريات العاملات، تبين نجار، أنه مقابل كل ست ساعات عمل متواصلة  ستُمنح السيدة مبلغاً قدره 15 ليرة تركية، ومع اعترافها بانخفاض الأجر إلا نجار تؤكد على اعتبار ذلك المبلغ مبدئياً، ريثما تبحث الجمعية عن قنوات لتصريف المنتجات.

كما أشارت نجار في ختام حديثها إلى صعوبات تواجه عمل الجمعية بهذا الخصوص من بينها تفضيل النسوة للعمل في بيوتهن، لا في مقر الجمعية، لكنها تبدي تفاؤلها نتيجة إقبال الكثير من النساء على العمل في هذا المشروع.

ووفق المعطيات الراهنة الصادرة عن إحصائيات غير رسمية، فإن 80% من الأسر السورية المقيمة في مدينة عنتاب التركية، تعيش تحت خط  الأمن الغذائي، يأتي ذلك وسط غياب شبه واضح لدور المنظمات الحكومية وغير الحكومية المهتمة بالشأن الإغاثي، ما حدا بمدير الرابطة السورية لحقوق اللاجئين، محمد النعيمي، إلى وصف بعض المنظمات السورية الإغاثية  بـ"دكاكين  للرزق". مضيفاً في حديثه  لـ"اقتصاد"، "لدينا أكثر من 700 جمعية إغاثية مسجلة في تركيا، ومع ذلك فالكثير من العوائل السورية  تُركت تواجه الأعباء الاقتصادية منفردة، بلا رعاية من الحكومة التركية، أو من تلك الجمعيات التي تتقاضى تمويلها على أساس دعمها للفقراء".

ترك تعليق

التعليق