تل أبيض.. محاولات لتعميم مناهج تعليمية باللغة الكردية وتهديدات للمدرسين

قال موقع "الرقة تذبح بصمت" إن هناك محاولات حثيثة من "الإدارة الذاتية" الكردية، لفرض اللغة الكردية لغة رسمية، وذلك في مناطق سيطرتها ذات الأغلبية العربية في شمال محافظة الرقة.

وحسب الموقع، تسعى "الإدارة الذاتية" الكردية إلى جعل الطابع الكردي سمة لمدينة "تل أبيض" بالذات، رغم أغلبيتها العربية. و"تل أبيض" خرجت عن سيطرة تنظيم الدولة في حزيران الماضي، لتسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية.

 وتحاول الإدارة الذاتية تعميم اللغة الكردية على المناهج التعليمية، وفرضها لغةً رسمية في مناطق ذات غالبية عربية في شمال محافظة الرقة، الأمر الذي يرتّب صعوبات كبيرة على انخراط الأطفال في عملية التعليم، فهم نشأوا على التعلم باللغة العربية.


وقال "سعد مدني" أحد أهالي ريف تل أبيض لمراسل "الرقة تذبح بصمت": "في قريتي معظم العائلات عربية متواجدة في المنطقة منذ زمن بعيد, كما أن أطفالي لا يتحدثون اللغة الكردية ولا أعلم كيف سيستطيعون التأقلم مع الواقع المفروض القادم فلو كان خيار تعلم الكردية غير إلزامي لشجعتهم على ذلك, إلا أن إجبارهم على التخلي عن لغتهم الأم سيدفعني لحرمانهم من التعليم خوفاً من خسارة جذورهم".

ولفت الموقع المذكور إلى أن كردستان العراق الذي طُبقت فيه هذه التجربة منذ سنوات لم يصل إلى النتائج المطلوبة، حسب ما قاله "سرست نبي"، المدرس في جامعة إقليم كردستان العراق، وذلك في منشور له على "فيسبوك". وأضاف المدرس الجامعي أن "مسألة تكريد بعض المقررات، مثل الأدب واللغة وإقرارها أمرٌ مشروع وإلغاء بعضها الآخر مثل الثقافة القومية أيضاً مشروع، ولكن تكريد المقررات العلمية في ظلّ غياب معجمية كردية موحدة ومعتمدة ستكون له نتائج علمية وتربوية كارثية".

وأكد أبو أحمد، أحد معلمي الرقة، أن "الكتب المدرسية التي تطبعها الإدارة الذاتية حالياً تغيب فيها اللغة العربية عن المناهج، وتم طباعتها باللغة الكردية، كما استبدلت الإدارة الذاتية مادة التربية القومية، بكتاب آخر يشابهه، يتكلم عن القومية الكردية وقادتها".


وأشار موقع "الرقة تُذبح بصمت" في سياق تقريره إلى غياب الإشراف التخصصي والتدريب العملي لمن سيدرس تلك المناهج، مشيراً إلى أن "الإدارة الذاتية اكتفت بتدريب الكوادر لمدة لا تتجاوز الثلاثة أشهر على المناهج إضافة لعدم شمولية اللغة الكردية في مصطلحات العصر الحديث واللغة العلمية, مما دفع معدي هذه المناهج لوضع مصطلحات كردية جديدة غير متداولة في الأوساط الكردية، مما سيصعب مهمة تلقيها وفهمها على الطلاب العرب".

وفي السياق ذاته تداول ناشطون عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، صوراً للمدعو "تهامي"، قالوا، إنّ الإدارة الذاتية، أعادته إلى منصب مدير المجمع التربوي في تل أبيض، والذي كان يشغله عام 2012، قبل خروج المدينة عن سيطرة النظام.

واتهم ناشطون المدعو "تهامي"، بكتابة التقارير الأمنية لصالح أفرع النظام السوري، وهو ما أدى إلى اعتقال عدد من المدرسين وفصل آخرين من السلك التعليمي، مشيرين إلى أنّه اجتمع بالمعلمين في تل أبيض، مهدداً إياهم بإرسال أسماء المتخلفين عن الدوام المدرسي إلى النظام السوري، ليفصلهم ويسلمهم إلى قوات الأسايش، في ظل استخدام غالبية مدارس تل أبيض وريفها، كمقرات وسجون لوحدات الحماية الشعبية والأسايش التابعة لها.

وتل أبيض الواقعة في الريف الشمالي للرقة مدينة حدودية ذات غالبية عربية وقوميات مختلفة كالتركمان والأكراد ولا يتعدى الحضور الكردي فيها الـ 35 قرية من بين 300 قرية عربية وتركمانية -بحسب تقرير للرابطة السورية لحقوق اللاجئين-. وخرجت تل أبيض وريفها في حزيران من العام الماضي عن سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" لتسيطر عليها، وحدات حماية الشعب الكردية، يرافقها لواء ثوار الرقة.

ترك تعليق

التعليق