شهادة عيان عن استقبال اللاجئين السوريين في النمسا

كتب الصحفي السوري المقيم في فيينا، الدكتور محمود الكيلاني، على صفحته في "فيسبوك"، عن مشاهداته في استقبال اللاجئين السوريين القادمين من المجر إلى النمسا، وفيها يقدم صورة تلخص الكثير من المشاهد  التي يمكن أن تروي عن حال القادمين والمستقبلين..حيث كتب:

"بعد ظهر اليوم قمت بصحبة زوجتي بزيارة إلى محطة القطارات التي يصل إليها جمهور اللاجئين من المجر، لينطلقوا فيما بعد إلى منشن أو ميونيخ الألمانية. مدخل المحطة كان محاطاً بسيارات الشرطة النمساوية، وبعدد من مركبات الإسعاف الحديثة التجهيز. في الداخل جموع من الشبان والشابات السوريين وعشرات الأطفال فضلاً عن بعض الكبار في السن ممن حلوا خلال اليوم، وقد بدت على وجوههم علامات الإنهاك والتفاؤل. تحدثت إلى البعض منهم أثناء عرضي للمساعدة، فأخبرتني أسرة من مخيم اليرموك الدمشقي عن الوضع المأساوي هناك، بينما روى آخرون عن فداحة المعاناة الإنسانية التي واجهوها في بلداتهم وقراهم. كان أكثر ما يبعث على التأثر، مشاهد المواطنين والمواطنات من أبناء فيينا الذين حملوا لافتات يعرضون فيها على السوريين القادمين الاستضافة لليلة واحدة، وأولئك الذين كانوا يجولون في أنحاء المحطة حاملين السجائر (الفرط) وأكواب القهوة والشاي المجانية للوافدين السوريين. وبينما كان الشبان الفرحين بالوصول إلى النمسا يلتقطون الصور التذكارية وهم يرفعون لافتات تشكر حكومة وشعب النمسا، وفي ركن تنظيم المساعدات الذي تشرف عليه منظمة كاريتاس الكاثوليكية، قالت المسؤولة للجمهور المحمل بالتبرعات العينية: لا نريد المزيد من التبرعات! لقد اكتفينا!. فما كان مني وزوجتي إلا أن قدمنا ما لدينا من نذر متواضع من لوازم وطعام الأطفال المعلب الذي كان بحوزتنا إلى الزاوية التي تستقبل اللاجئين لدى نزولهم من القطارات. أما كيس الأدوية الذي حملناه فتقبله متطوع الصليب الأحمر بود مشدداً على الحاجة للمستلزمات الطبية. توجهنا فيما بعد إلى ركن آخر من المحطة حيث جلست بعض السيدات النمساويات أمام طاولة لجمع تبرعات مالية لتغطية نفقات سفر اللاجئين وبطاقات الاتصال الهاتفية. يجب أن أذكر أن التضامن مع الشعب السوري المنكوب لم يقتصر على أبناء فيينا الذين قدموا أفضل ما لديهم من مساعدات عينية شملت كل احتياجات البالغين والأطفال، بل طال شباناً وشابات سوريين وعرباً كانوا يسهمون بما استطاعوا في تقديم العون وفي خدمات الترجمة بصورة خاصة. غادرنا المحطة ونحن نطالع في عيون النمساويين التقدير والاحترام للكبرياء وعزة النفس الذي أظهره أبناء سوريا في تلقيهم لعروض المساعدة والغوث".

ترك تعليق

التعليق