عمة "إيلان" تلوم نفسها لأنها مولت محاولة هجرة شقيقها
- بواسطة اقتصاد --
- 06 ايلول 2015 --
- 0 تعليقات
قالت عمة الطفل السوري الغريق "إيلان"، التي أثارت وفاته غضبا عالميا حول أزمة اللاجئين في أوروبا، إنها لا تزال تأمل في جلب باقي أفرد أسرتها إلى كندا.
وحسب "أسوشيتد برس"، قالت طعمة كردي، وهي تبكي خارج منزلها في كوكويتلام ببريتش كولومبيا، إنها تعتزم مساعدة شقيقها عبد الله، وإخوتها الآخرين في الهجرة إلى كندا التي تقيم بها منذ أكثر من عقدين.
وأضافت أن عبد الله غير مستعد لمغادرة مسقط رأسه في بلدة كوباني السورية، حيث دفن ولديه عيلان (3 سنوات) وغالب (5 سنوات)، وزوجته ريحانة أمس الجمعة.
وكان ثلاثتهم قد غرقوا في وقت سابق من هذا الاسبوع بعد انقلاب القارب الذي كانوا يستقلونه بسبب الحمولة الزائدة قبالة مدينة بودروم التركية تركيا، وكان في طريقه إلى جزيرة كوس اليونانية.
وكان شقيقها بين عدد قليل من الناجين.
وقالت كردي التي كانت محاطة بصور ابني أخيها، "أصبنا جميعا بصدمة نفسية بسبب ما حدث الآن. أنا على يقين بأنه سيرفض عرضي ولا يريد مغادرة كوباني".
وأضافت "لكني سأجعله يأتي إلى هنا يوما ما. لا يمكن أن يبقى وحيدا هناك".
ومن المقرر إقامة حفل تأبين في فانكوفر يوم السبت للشقيقين الغارقين.
وقالت كردي في وقت سابق إنها أرادت احضار شقيقيها إلى كندا، لكنها قدمت طلبا في البداية لشقيقها الأكبر محمد، ورفض الطلب لأنه كان غير مكتمل.
وقالت إن رفض طلب محمد دفع عبد الله إلى الشروع في خوض الرحلة الخطيرة مع عائلته. وقالت إنها أرسلت إليه 5 آلاف دولار لسدادها للمهربين حتى ينقلوه في قارب.
وردا على سؤال حول ما إذا كان شقيقها يلوم نفسه، قالت لا.
وقالت "أنا الشخص الذي يجب أن يلام. أنا ألوم نفسي لأن شقيقي لم يكن معه أموال. أرسلت له الأموال ليدفعها للمهرب. لو لم أكن أرسلتها له، لكانوا لا زالوا أحياء".
وقالت إن الرحلة كانت "الخيار الوحيد" أمام العائلة حتى يحصلوا على حياة أفضل في بلد أوروبي، ربما ألمانيا أو السويد.
وكانوا قد فروا من الأهوال في سوريا، حيث قطع مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية رأس أحد قريبات شقيقة زوجها. وقالت كردي إن شقيقها أرسل إليها صورة عملية القتل عبر البريد الإلكتروني لكنها حذفتها لأنها كانت مروعة للغاية.
وقالت إن عبد الله كان يعلم الأخطار التي هو مقبل عليها، ومن بينها خطر أن يستخدم المهربون سترات نجاة وهمية، مضيفة أنه كان يعتزم سداد ألفي يورو (2230 دولار) له ولزوجته حتى يستقل هو وأسرته قاربا أكثر أمنا، مقارنة ب1200 يورو (1338 دولار) للقارب المطاطي. ولم تكن هناك رسوم لأي من الطفلين.
وسلطت صور جثة إيلان على الشاطئ في تركيا الضوء على سياسة اللجوء في كندا، رغم أن كردي قال إنها تلوم الحكومة الكندية.
وقالت إنها تأمل في أن تتوقف إدارة الجنسية والهجرة في كندا عن طلب الوثائق التي فقدت من طلب محمد نظرا لاستحالة تأمين الأوراق الضرورية وسط الأزمة في سوريا.
وتحدثت كردي لشقيقيها عبر الهاتف يوم الجمعة وشاهدت مقطعا مصورا عاطفيا على تلفزيون سي إن إن لابني شقيقها وزوجته أثناء دفنهم في كوباني.
وقالت إنه كانت تأمل لو أنها تمكنت من أن تكون هناك مع شقيقها لتوديعهم.
وقالت وهي تنتحب "عبد الله أخبرني، 'لا أريدك أن تأتي. خطر'. كان يمكن أن أبقى هناك بقية حياتي، أجلس بجوار قبرهم".
وبات شقيقها المكلوم فخورا بصغيريه لأنهما أصبحا رمزا للوضع الوخيم الذي يواجهه اللاجئون السوريون، ويأمل في أن يرى الزعماء يتدخلون لوضع حد لتهريب البشر.
وقال 'لا أريد أي شيء من هذا العالم. ذهب كل ما لدي. لكن طفلاي وحياتي... إنها دعوة ليستيقظ العالم. وأملي أن يتدخلوا ويساعدوا الاخرين'.
التعليق