اقتصاديات..من طقوس الشتم في العلن

أخبرني صديق يعيش في "نعيم" النظام، أنهم يتغلبون على الحصر والكبت اليومي الذي يعيشيونه، من خلال شتم الحكومة والمسؤوليين بأعلى الأصوات وبمناسبة وغير مناسبة..وأشار إلى أنه صار من الطبيعي أن تسمع لعن رئيس الحكومة والوزراء والمدراء العامين والمحافظين ورؤساء النقابات المهنية والبلديات، في جميع الأمكنة..في الدوائر الحكومية وفي الأسواق ووسائط النقل وعلى الهواتف الجوالة والأرضية وفي المطاعم والحدائق العامة ولدى شراء كل سلعة..واللقطة الأهم، يقول صديقي، هي على الحواجز الأمنية، حيث صار "المواطن" يبادر عنصر الأمن بالقول: "الله يلعن هالحكومة برجلي.."، فيرد عليه عنصر الأمن: "إيه بالله...حكومة حقيرة".

ويرى هذا الصديق، أننا في المعارضة ليس لدينا هذه العقدة، لأننا نستطيع أن نشتم من نشاء من قادتنا، بدءاً من عضو الإئتلاف وليد العمري، وانتهاء بهيثم المالح، "الرئيس التوافقي لسوريا"، دون أن يحاسبنا أحد أو نتعرض للمسؤولية...وهو ما يسمح لنا بتصريف الكثير من انفعلاتنا المكبوتة..!!

قلت له: نحن تجاوزنا مرحلة الشتم واللعن..يبدو أنك غير متابع لأحوالنا..الآن نحن نعيش حالة الصمت المطبق الذي يتلوه الموت المفاجئ...أنتم لازال لديكم النظام تناورونه وتستمرئون اللعب معه..بينما نحن أصبحنا نشتاق للعبة القط والفأر...ما أسوأ حرية الصراخ يا صديقي، فآخرتها إما البحة أو السعال...

ترك تعليق

التعليق