اقتصاديات..عن فضائح المعارضة المالية

أنا لا أصدق الأخبار التي يتم تداولها عن سرقات بملايين الدولارات، نفذتها قيادات في المعارضة في وضح النهار، وعلى هذا النحو من السهولة واليسر..لأن من يقدم المال، لا يقدمه هكذا بدون ضوابط ومعايير...حتى رب الأسرة يطلب في نهاية اليوم كشفاً بالحساب من زوجته، فما بالكم بالدول...؟!!
   
لكن دعونا هنا نميز بين "مالين" تلقتهما المعارضة: مال إغاثي جاء إلى الهيئات السياسية، كالائتلاف والمجلس الوطني وغيره..وهذا المال لا يمكن الجزم بأنه جرى سرقته، كونه مراقَبا، لكن يمكن القول إن هناك سوء تصرف به وفسادا...أما المال الآخر فهو مخابراتي، وجاء لدعم أفراد بعينهم لأهداف معينة...وسرقة هذا المال برأيي، كان أكثر نفعاً من استثماره سياسياً...!!

 أما السؤال المحير فهو: لماذا في هذا الوقت بالذات يتم فتح الدفاتر الوسخة للمعارضة..؟!، وخصوصاً أن الأمر لم يتوقف عند الفضائح المالية، بل تجاوزها إلى فضائح أخرى مخجلة ومؤسفة، كتلك التي تتحدث عن رفض رئيس بلدية إحدى المدن الألمانية، منح اللجوء لعشيرة رئيس الحكومة المؤقتة أحمد طعمة، بدعوى أنه كيف يكون مؤمناً بسقوط النظام، ويبحث بنفس الوقت عن بلد آخر لعائلته...؟!
 
كل هذه الأمور تجري في جو من التطورات السياسية يتم التحضير لها بخفاء..والمطلوب هو تدمير كل البنى القائمة بعد أن انتهت صلاحيتها، وتأسيس بنى جديدة لمرحلة أخرى من الوقائع في سوريا...

والأهم أن المزاج العام السوري بات يتقبل كل شيء بدون محاكمة، ويعتبره من أسباب تأخر النصر..!!

لا أدافع هنا عن المعارضة وتشكيلاتها، فعلى الأقل أعرف من أعضاء الائتلاف، عشرة أشخاص بشكل شخصي..وأفضل واحد فيهم يمكن شراؤه بـ 500 دولار..لكن المثير بالأمر كما ذكرت هو التوقيت الذي يتزامن مع مشاريع حلول للكارثة السورية تخدم النظام أكثر...لهذا المطلوب تدمير بنى المعارضة بالدرجة الأولى...

ترك تعليق

التعليق