مطعم يستقبل اللاجئين السوريين في جزيرة كوس اليونانية...ويسمح لهم بغسل أنفسهم في حمامه

أمام مطعمه في جزيرة "كوس" اليونانية، يجلس الشاب "أتيس تزانيس"، 19 عاماً، مرتدياً فانيلا بيضاء كُتب عليها باللاتينية BREAK THE RULES، أي كسر القواعد، للترحيب بزبائنه من اللاجئين السوريين، وعلى بعد خطوات منه ارتفعت لوحة كتب بها بلغات عدة ومن ضمنها اللغة العربية، أسماء الأكلات التي يقدمها في مطعمه، ومنها "الشاورما" و"سندويش الدجاج" و"بيتزا الدجاج" و"بطاطا باكت" و"همبرجر ودجاج فيليه".
 


تزانيس، وهو يوناني من أصل ألباني، يكاد أن يكون الاستثناء الوحيد بين مالكي مطاعم الوجبات السريعة في الجزيرة الذين لا يرحب أغلبهم باللاجئين أيا كانت جنسياتهم، وعلى العكس من ذلك يقدم تزانيس لهؤلاء اللاجئين الوجبات ويسمح لهم بدخول مطعمه الصغير، ويقول لمجلة "دير شبيغل" الألمانية بأنه يستفيد من اللاجئين مادياً، وهو يرى الأمر بشكل عملي، مضيفاً "هؤلاء هم الناس الذين يأتون لتناول الطعام لدي". ويسمح تزانيس للاجئين بغسل أنفسهم في حمام مطعمه, أما باقي المطاعم فلا تسمح بدخول اللاجئين لأنهم يظنون بأن السواح سيتجنبون دخول المطاعم في الجزيرة في حال ارتادها لاجئون.
 
يطل مطعم أتيس تزانيس مباشرة على كورنيش الشاطىء مما جعله قبلة للسائحين والمصطافين ونادراً ما يخلو من المرتادين وقت الغداء. وقال مالك المطعم لدير شبيغل أن فكرة تخصيص مطعمه للاجئين السوريين جاءت من أحد أصدقائه عندما لاحظ أن العديد من اللاجئين يأتون للسؤال عما إذا كانت هناك سندويشات شاورما، ونظراً لكثرة المرتادين من اللاجئين السوريين قرر-كما يقول- أن يكتب باللغة العربية أسماء الوجبات وهو أمر غير موجود في المطاعم الأخرى المنتشرة في الجزيرة وغيرها من المناطق اليونانية، مضيفاً أن "هذه الفكرة ساهمت في تكوين صداقات له مع السوريين الذين تابع بعضهم رحلة لجوئه إلى أوروبا الغربية وأنه على تواصل معهم عبر فيسبوك".
 
وتعد اليونان المنفذ الرئيسي الذي يحاول المهاجرون العبور منه إلى أوروبا، وقد وصل ١٣٠ ألفاً منهم من تركيا منذ كانون ثاني، إلى الجزر الواقعة شرقي بحر إيجة. واستقبلت جزيرة "كوس" لوحدها حوالي ٧ آلاف مهاجر الشهر الماضي، مما أدى لتراجع في أعداد السياح الذين يقصدون الجزيرة في مثل هذا الوقت.

ترك تعليق

التعليق