"آلاء" طالبة سورية تحصل على منحة "دافي" رغم مصاعب العيش في مخيم الزعتري


أنهت آلاء البالغة من العمر /19 عاماً/ عامها الدراسي الأول في تخصص اللغة العربية وحازت على أعلى درجة في الكلية التي تدرس فيها بجامعة آل البيت في مدينة المفرق الأردنية، وعلى ثاني أعلى درجة في العام الدراسي بشكل عام، على الرغم من مصاعب العيش في مخيم الزعتري، واضطرارها للدراسة على ضوء القنديل.

 وروى الموقع الإلكتروني للمفوضية العليا للاجئين قصة نجاح آلاء ابنة مدينة درعا التي انتقلت مع عائلتها إلى مخيم الزعتري في كانون الثاني 2013 بعد أن تعرضت قريتها في محافظة درعا السورية للتدمير.

ونظراً لظروف عائلتها المعيشية الصعبة، اضطرت "آلاء" للدراسة في الخارج في جوٍّ حارٍّ أو في ساعات متأخرة من الليل، وعلى ضوء مصباح يعمل بالطاقة الشمسية بسبب انقطاع التيار الكهربائي مما أصابها بالمرض. ولكنها تمكنت -بحسب الموقع المذكور- من الحصول على منحة برنامج مبادرة ألبرت اينشتاين (DAFI) التابع للمفوضية، التي تغطي تكاليف دراستها وتسجيلها وتكاليف النقل والكتب والمواد الأخرى، وبذلك استطاعت متابعة دراستها الجامعية.

وتصف آلاء للموقع لحظة سماعها بحصولها على المنحة بـ"أسعد اللحظات في حياتها"، وتضيف: "شعرت بالنجاح لمعرفتي أن جهودي لم تذهب سدىً. وشعرت بالفرح لذهابي إلى الجامعة كل يوم. أخرج من المخيم وأرى أشجاراً وألواناً غير لون الصحراء".

وقالت آلاء لكاتب التقرير "شارلي دنمور" بكل ثقة: "التعليم أساسي لبناء مجتمع قوي، فمن دونه لن يكون هناك أطباء أو معلمون أو مهندسون للمساعدة في إعادة بناء سوريا". وأضافـت: "مع استمرار الأزمة، لا أعرف إلى متى سيتمكن المجتمع الدولي من توفير الطعام والمأوى لهذا العدد الهائل من اللاجئين. ولكن إذا تمكنّا من الحصول على التعليم على الأقل، فلدينا فرصة لتحقيق الاكتفاء الذاتي وإعالة أنفسنا في المستقبل".

وأشار موقع المفوضية في تقريره إلى أن "59 طالباً سورياً، حصل على المنح المقدمة من برنامج DAFI في الأردن. حتى يونيو/حزيران 2015، وبسبب النقص في الميزانية، سيشهد العام الدراسي 2015/2016 تراجعاً في عدد المنح الجديدة إلى 10 منح بعد أن بلغت 50 في العام الماضي. ومع تخطي الطلب بشكل كبير عدد المنح المتوفرة، يواجه العديد من اللاجئين الشباب الأذكياء خطر تفويت التعليم العالي".

ومن بين هؤلاء الطلاب- بحسب المفوضية العليا للاجئين- شقيقة آلاء الصغرى سندس. البالغة من العمر 17 عاماً وهي تنتظر حالياً نتائجها في المدرسة الثانوية وتتوقع أن تحصل على العلامات التي تخوّلها الدخول إلى الجامعة. ولكن بسبب التمويل المحدود، تتاح فرصة الحصول على المساعدة من برنامج DAFI لطالب واحد في كل عائلة، ما يعني أنه يتوجب عليها البحث عن منحة بديلة لمتابعة تعليمها العالي كشقيقتها آلاء.

ويشرح "هوفيغ إيتيميزيان" مدير مخيم الزعتري التابع للمفوضية قائلاً أن "آلاء مستعدة للتخلي عن منحتها لتتمكن شقيقتها من الدراسة، ولكننا أخبرناها أننا لا نريد ذلك. فهي ترغب في دراسة الطب ونحن ملتزمون بالبحث عن منحة لسندس وللعديد من الطلاب المستحقين مثلها".

وحقق العديد من الطلاب السوريين في مخيم الزعتري تفوقاً دراسياً نوعياً في نتائج الثانوية العامة حيث حصلوا على الدرجات الأولى في التوجيهي "البكالوريا" على مستوى البادية الشمالية الغربية في المملكة الأردنية الهاشمية، على الرغم من ظروف المخيم الصعبة التي لم تمنعهم من الوصول لهدفهم. ومنهم الطالب "قاسم الحريري" المتفوق في الفرع الأدبي على مستوى البادية الشمالية الغربية في الأردن. والطالب "معاذ الحاج قاسم" أيضاً من ريف درعا، والذي حصل على المرتبة الأولى في الفرع العلمي.

وكان خبير التعليم الأردني الدكتور "رامي الطراونة" قد أشار في صفحته الشخصية على "فيسبوك" إلى أن "الطلبة السوريين أكثر جدّية في الدراسة من الأردنيين"، مضيفاً أن "لهم جلدٌ عليها بعكسنا"، وأوضح د. الطراونة أن: "مخرجات ومعدلات الطلبة في آخر سنتين تحسنت بشكل واضح مع دخول الطلبة السوريين إلى المدارس الأردنية"، كاشفاً أن "لا أحد في وزارة التربية يجرؤ على ذكر أثر الطلبة السوريين على معدلات النجاح أو نسب تحسن مستوى النجاح في الثانوية العامة"، مشيراً إلى أن "معدل النجاح في الفرع الأدبي قبل سنتين كان يصل إلى 14% ثم ارتفع العام الماضي إلى 16% ووصل هذا العام إلى 20%"

ونوّه. د رامي الطراونة إلى أن هناك نوع من التجاهل من قبل وزارة التربية الأردنية لدراسة تأثير دخول العدد الهائل من الطلبة النازحين إلى نظامنا المدرسي والأخطر-كما يقول- أن "لا أحد، أيضاً، يرى من داعٍ لوضع إحصائيات بما يختص بالطلبة الأردنيين لوحدهم؛ لمعرفة هل هنالك تحسن أم لا؟ وطبعاً من الجيد دائماً، وبغياب أي فهم حقيقي للنتائج، الادعاء بأن ما يحصل من تقدم في معدلات النجاح يعود إلى قدرات الإدارة في الوزارة".

ترك تعليق

التعليق