في رمضان...مسجد واحد مضيء بالمعضمية والمآذن مدمرة
- بواسطة محمد كساح - خاص - اقتصاد --
- 13 تموز 2015 --
- 0 تعليقات
خمسة مساجد من أصل 14 تعمل في مدينة معضمية الشام...بينما نشهد مسجدا واحدا تتوفر فيه الإضاءة الجيدة ضمن هذه الخمسة التي تغرق في الظلمة في صلاة حاشدة كصلاة التراويح.
خلال جولة ميدانية قام بها موقع "اقتصاد"، بات واضحا حجم السوء الذي لحق بمساجد المدينة، حيث اشتركت كلها في نقاط ماثلة للعيان تجلت في الدمار الكبير والنقص الشديد في الخدمات...وشيء آخر، أكثر إثارة للجدل: هو افتقاد جميع المساجد لمآذنها التي دُمرت بالكامل بقصف مُركّز لعبت فيه مدفعية الفرقة الرابعة الدور الأبرز.
* الإقبال ضعيف على صلاة التراويح
بعد زيارتنا للمساجد الخمسة واحدا تلو الآخر، دخلنا إلى جامع الإيمان...إنه مكان العبادة الوحيد المشبع بالنور، بينما اعتمدت البقية على إنارة خفيفة توفرها بطاريات غير مشحونة جيدا بسبب نقص مواد الطاقة.
أبو عمران، إمام المسجد، قال لـ "اقتصاد": "هناك عوامل خدمية من الصعب أن يطيق الناس فقدها، لذلك لا يشهد المسجد أكثر من أربعة أو خمسة صفوف من المصلين أثناء تأدية صلاة التراويح". مضيفاً: "الإقبال بشكل عام ضعيف، وذلك مرده إلى انعدام الخدمات المعتادة من إضاءة، ومن عوامل مغيّرة للبيئة كالمراوح وآليات التبريد".
* خدمات شبه معدومة
هناك أمر لفت انتباهنا بعد انتهاء الصلاة، حيث أُطفئت مولدة الكهرباء فور التسليمة الأولى للإمام، الأمر الذي أوضحه خادم المسجد، أبو خالد، بقوله "نحن في حاجة لكل قطرة إضافية من الوقود حتى نتمكن من الاستمرار في تخديم المسجد، ولا يوجد لدينا سوى كمية ضئيلة من المازوت ستنتهي حتما، بعد عدة أيام".
أما أبو عمران فقال متحدثا حول نفس الموضوع: "وضع المساجد مزري جدا، ليس هناك وقود لتشغيل محركات توليد الطاقة من أجل الإضاءة، ومكبرات الصوت والتهوية وتبريد مياه الشرب".
* غياب واضح للأجواء الرمضانية
ويضيف أبو عمران لـ "اقتصاد": "هناك جزء يسير جدا من الأجواء الرمضانية التي كانت تخيم على المدينة قبل الثورة وفي بدايتها، ويعود ذلك إلى تشديد الحصار من قبل النظام". متابعاً: "صلاة التراويح مثلا صلاة ممتدة وتحتاج إلى طمأنينة مع الله، والمصلون لا يجدون هذه الطمأنينة مما يؤدي إلى ضعف الإقبال".
ولا تنعدم أجواء رمضان في هذه النقطة فقط، بل تعدتها إلى كل ما كان يشهده الناس سابقا في رمضان من امتلاء المساجد وبسطات المأكولات المختلفة والسهرات والزيارات بعد التراويح، إلى آخر هذه القائمة الطويلة التي يقول أبو عمران إن سبب غيابها "هو الحصار المطبق على المدينة".
* المدينة في ظل الحصار مجددا
الجدير بالذكر، أن المدينة التي خرجت من حصار خانق عقب توقيع الهدنة في 2014، ما لبثت أن عادت إلى براثن حصار مشابه رغم الهدنة الموقعة بين الثوار والفرقة الرابعة، وقد أُغلق المعبر الوحيد للمدينة منذ خمسة أشهر تقريبا لتعود أجواء الحرمان إلى الساحة مجددا، أو كما يقول أحد نشطاء المدينة لـ "اقتصاد": "لقد عادت المأساة لتطفو على السطح مرة أخرى...ويبقى لسان المجتمع الدولي مكتفيا بالصمت وليس إلا الصمت".
التعليق