خمس ليرات تركية فقط لليلة الواحدة في فندق تنموي سوري في عنتاب


"بداية الفكرة جاءت عند معاينتنا لمعاناة الشبان السوريين الذين قد يضطرون لقضاء الليالي في الحدائق، أو في  محطات انطلاق الحافلات (الكراجات) وغيرها، وكان هدفنا توفير السكن المؤقت لذلك القادم إلى المدينة بأجر زهيد، عوضاً عن دفع مبالغ مرتفعة لفنادق المدينة"، بهذا يبدأ وائل أبو كويت، حديثه لـ "اقتصاد"، موضحاً  فكرة الفندق التنموي في عنتاب.

يقول "أبو كويت"، "قمنا باستئجار منزل قديم يحوي أربع غرف وفناء واسعاً، في منطقة في منتصف المدينة، لتركز أغلب الأعمال فيها، ومن ثم تم تجهيز المنزل بـ45 سريراً، وكل اللوازم الأخرى من فرش وغسالات وأدوات مطبخ وغيرها".

ويضيف، "نتقاضى من الشخص السوري مبلغ 5 ليرات تركية لليلة الواحدة، يتمتع بمقابلها بكل وسائل الراحة من تدفئة وانترنت، وهو مبلغ لا يشكل أعباء على الشخص، لم يكن هدفنا الربح اطلاقاً، بالمقابل لا نريد أن نخسر".

ورغم الأجور المالية الزهيدة التي يتقاضاها القائمون هنا، إلا أنهم يؤكدون أن مشروعهم ليس خاسراً، وبالمقابل يبدون رضاهم التام عن المردود المالي.
 
وعن الفترة التي يقضيها أغلب الشبان النزلاء يوضح "أبو كويت"، "عموماً لا تكون فترة إقامة الشبان طويلة لدينا، فالسكن عندنا مؤقت، وكثير منهم يجعل من فندقنا محطته السكنية الأولى، ريثما يقوم باستئجار منزل مع أصدقاء ومعارف له، لكن بالمقابل هنالك أشخاص يفضلون الإقامة الدائمة لدينا".

ورفض أبو كويت الإفصاح عن العنوان الحقيقي للفندق، خوفاً من الملاحقات الضريبية والمعاملات الإدراية "الترخيص"، التي ستفرضها السلطات التركية عليهم في حال التعرف عليهم، واكتفى بالإشارة إلى أن مكان الفندق متاخم للقلعة الشهيرة وسط المدينة.

وتنقسم ملكية المشروع بين منظمة "سند" التنموية السورية وأشخاص آخرين، وهو ما يسمى اقتصادياً بـ"الشراكة الوقفية"، بين القطاع الخاص والخيري.

وحث مدير منظمة سند التنموية، "سعيد نحاس"، كل المؤسسات الخيرية على إنشاء مشاريع تنموية تكون قادرة على خلق مصادر تمويل ذاتية، عوضاً عن الاتكال على الدعم الخارجي فقط، وقال خلال حديثه لـ "اقتصاد"، "كلفة المشروع لم تتجاوز 6000 دولار أمريكي، استطعنا استردادها في غضون عدة أشهر، والآن المشروع يؤمن دخلاً مالياً للمؤسسة".

وتغيرت نبرة صوته وهو يضيف "يدر المشروع على المنظمة حوالي 2000 ليرة تركية في الشهر، وهذا المبلغ  أغلى المبالغ المالية التي تصلنا شهرياً، فهو من جهدنا الذاتي لا من داعمين".



ترك تعليق

التعليق