المطبخ الرمضاني.. "نساء سوريات يصنعن الأمل بعد فقد المعيل"

في دول النزوح واللجوء، غابت الطقوس الرمضانية عن اللاجئين السوريين، بغياب بعض أفراد الأسرة قسراً بسبب ظروف الحرب في سوريا.

 لكنّ الأمل لم يغبْ من عيونهم فكان دافعا إيجابيا، لإنشاء عمل تطوعي خيري يجلي الحزن عن القلوب ويمسح دمعة اليتيم، من خلال أنشطة، أبرزها المطبخ الرمضاني.

في منطقة عزّة، شرق لبنان (83 كلم عن العاصمة بيروت)، مطبخ رمضاني قصدناه، عبارة عن بناء مكون من ثلاثة طوابق، على طريق راشيا العام، استغلّ الطابق الأول ليكون المطبخ الرئيس، النظافة والعمل الجدي يسيطران على المكان، فالطباخ يحرك وصفته، وإلى جانبه نساء ينظفن الخضار ويقطعن الجرجير والخيار، لصنع السَلَطَات.

المطبخ أشبه بخلية نحل، الكل يعمل بانتظام، يصنعون الطعام بتفانٍ، لتقديمه كوجبات إفطار للصائمين من الأيتام والمحتاجين.

قبيل أذان المغرب يكون الطعام جاهزاً، فترص الصحون وتنظم ليسهل تعبئتها، وتبدأ النسوة الحاضرات بتوزيعه على أطباق بلاستيكية صغيرة ومتوسطة، على شكل وجبات، ليتم توزيعها لاحقاً. فهذه تسكب الأرز، وأخرى تضع سلطة الخضار، وثالثة تسكب اللبن، بينما يقوم آخر بتغطية العلب البلاستيكية، لتكون وجبة الإفطار جاهزة للتوزيع.

يتم نقل الوجبات بواسطة سيارة صغيرة لبيوت العوائل المحتاجة، خاصة الأسر التي فقدت معيلها، ويتم توزيع الوجبات لتغطي المنطقة والمناطق المجاورة مثل كامد والرفيد لتصل أكثر من 300 أسرة.

هذا المطبخ المتواضع أنشأته مجموعة من النسوة اللواتي فقدن المعيل، فدفعتهن الظروف للعمل التطوعي للحاجة الماسة لهن ولجهودهن وطاقاتهن مع مجموعة من الشباب، أسسوا معاً " رابطة الشباب السوري" للعمل الإغاثي والإنساني،في 12122012، ونشاطاتها إنسانية تعليمية بحتة.

 التقت الأناضول بالسيدة نور (42 عاما)أمينة سر في الرابطة، تحدثت عن المجموعة وعملها، قالت "تطورت الفكرة لنصل إلى مشاريع تساعد النساء اللواتي فقدن المعيل، وتقديم مساعدة لهنّ عن طريق تعليمهن مهنًا تكفي لإعالة أنفسهن، مثل حياكة الصوف والخياطة وغيرها".

وعن المطبخ تحدثت نور "افتتحنا المطبخ قبل رمضان بيوم واحد، واستطعنا في اليوم الأول تقديم وجبات إفطار لـ 300 صائم في المخيمات والمناطق المجاورة في البقاع الغربي والأوسط، وفي اليوم التالي استفاد 250 صائمًا، والحمد لله مازلنا مستمرين".

وقال الشيخ عبد الناصر العسلي (43 عاما)، المشرف على المشروع "نقوم بتحضير وجبات يومية للأيتام في شهر رمضان، وعندما يكون لدينا فائض نستهدف المخيمات، وذلك حسب ما يقدمه لنا المحسنون والمتبرعون.

ويضيف: "حصلنا على بعض التبرعات للتجهيزات الرئيسية، من جمعية بيت ليال، وبعدها اعتمدنا على التبرعات الفردية وخاصة من السوريين الميسورين، وبعض النسوة اللواتي يقدم لهن مساعدات، يساهمن بالأعمال الخيرية هنا. فمنهم من يقدم المال ومنهم من يقدم الجهد والعمل".

هذه الأعمال التطوعية ساهم بها مجموعة من الشباب السوريين بتبرعات صغيرة، إلا أنها نجحت بنسج الأمل حول واقع مظلم وظروف معيشية صعبة.

ترك تعليق

التعليق