"الهيئات الاقتصادية اللبنانية" تحذر من "خراب اقتصادي" ما لم يُنتخب رئيس للبلاد

حذّرت الهيئات الاقتصادية المنتجة في لبنان، ممثلة بأصحاب المصالح والمؤسسات والمصارف، إضافةً إلى النقابات العمالية ومنظمات المجتمع المدني، مما وصفته بـ "الخراب الاقتصادي" في البلاد، داعيةً الطبقة السياسية بكل أفرقائها، إلى الإسراع لانتخاب رئيس جديد.

وربطت الهيئات، في مؤتمر موسع عقدته اليوم الخميس، في مجمع البيات بالعاصمة بيروت، بين الجمود الذي يصيب مؤسسات الدولة من حكومة ومجلس نواب - خصوصاً فشل النواب طوال 25 جلسة في إنهاء الفراغ الرئاسي، وانتخاب رئيس جديد للبلاد، خلفاً لميشال سليمان، المنتهية ولايته في 25 أيار/مايو الماضي - وبين التدهور الاقتصادي وارتفاع نسب البطالة في لبنان، داعيةً لوقف ما وصفته بـ "الانتحار الاقتصادي".

واعتبر رئيس جمعية مصارف لبنان "فرانسوا باسيل"، في حديثه للأناضول، أن الاجتماع يمثل "صرخة من القطاعات المنتجة، موجهة للبنانيين وخاصة القائمين على قضايانا وممثلي الشعب (النواب) الذين لا يجتمعون لانتخاب رئيس يكون رأسا للدولة"، بحسب تعبيره.

وتمنى باسيل أن تلقى دعوة الهيئات استجابة، مؤكداً أنها (الهيئات) ستتابع التحرك طالما لم تلق أي تجاوب، وأنها تسعى لأن يستعيد لبنان حركته الاقتصادية، كما حذر من أن البلاد "تسير باتجاه الخراب وتفكك أكبر في مؤسسات الدولة، في حال لم يتحقق ذلك".

من جانبه، لفت رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان "محمد شقير"، أنه لأول مرة في تاريخ لبنان يجتمع المجتمع المنتج، مبيناً أن ذلك يعود لأن "البلاد وصلت إلى وضع اقتصادي لم يعد ممكناً السكوت عليه، وأن البلد ينهار اقتصاديا". وأضاف أن ما يزيد الوضع سوءاً هو عدم التوصل إلى انتخاب رئيس جديد للبلاد، معرباً عن قلقه من إحتمالية وجود مخطط لاستمرار الوضع - في إشارة إلى الخلاف السياسي في البلاد، الذي يمنع التوافق حول رئيس جديد للبلاد - مشيراً أن "مجلس النواب معطّل ومجلس الوزراء مهدد بالانفجار"، على حد تعبيره.

واستنكر شقير وصف بعض الطبقات السياسية، الاقتصاد اللبناني بـ "جيد جدا"، متسائلاً "هل يتكلمون عن لبنان أم عن اقتصاد أستراليا".

بدوره اعتبر رئيس الاتحاد العمالي العام في لبنان "غسان غصن"، أن "العمال يعيشون في قلب المشكلة الاقتصادية الاجتماعية، كونهم يعيشون المعاناة الكبيرة، وهم من يستشعر الخطر الاجتماعي الاقتصادي الذي يداهمهم"، ولفت أن نسبة البطالة في لبنان بلغت 25%، ثلثهم من الشبان والشابات، مشيراً أنها نسبة مرتفعة بالنسبة للمجتمع اللبناني، "الذي لم يشهد هذه الأرقام من قبل". فيما أكد غصن "ضرورة إعادة الحياة السياسية للبلاد، في إطارالنظام الجمهوري والديموقراطي".

أما النائب في البرلمان "روبير فاضل"، المشارك في الاجتماع، فقد أكد أنه لا يحضر بصفته السياسية، وإنما بصفته شخص من المجتمع المدني ورئيس جمعية "بادر" وصاحب عمل، مضيفاً أن هدف الاجتماع هو التوجه للطبقة السياسية للقول لها "كفى انتحاراً جماعياً"، وأن التحرك ليس موجهاً ضد أي فريق سياسي بعينه، لكن ضد الطبقة السياسية كلها، وخاطبها قائلاً "يكفينا مشاكلكم وخلافاتكم، لأنها أوصلتنا إلى حائط مسدود".

ترك تعليق

التعليق