مصدر إعلامي "كردي": تل أبيض ستُلحق بـ "كوباني"

نقلت وسيلة إعلامية كردية عن مسؤولين بتنظيمات كردية نيتهم إلحاق منطقة تل أبيض بإدارة "مقاطعة عين العرب – كوباني". وهو ما يخالف ظاهر ما وعد به صالح مسلم، زعيم أكبر الأحزاب الكردية شمال شرق البلاد، حينما أكد أن الفصائل الكردية ستنسحب من تل أبيض وستخضع المنطقة لإدارة مدنية تمثل أبناء المنطقة ذاتها.

لكن ما نقلته الوسيلة الإعلامية الكردية يُفيد بأن منطقة تل أبيض ستُلحق بإدارة "عين العرب – كوباني"، التي تُديرها إحدى المجالس المحلية المحسوبة على ما يسمى بـ "الإدارة المدنية الانتقالية في غرب كردستان"، أي أن تل أبيض ستخضع لإدارة مدنية "كردية"، رغم أن المنطقة ذات غالبية ديمغرافية عربية.

وحذر ناشطون ومصادر استخباراتية تركية من نيّة الفصائل الكردية تنفيذ عملية تطهير عرقي لتغيير الواقع الديمغرافي في منطقة تل أبيض، وتحقيق عملية اتصال ديمغرافي بين منطقتين من مناطق "حكمهم الذاتي"، "الحسكة" شرقاً، و"عين العرب – كوباني" غرباً، والتي تفصل بينهما منطقة تل أبيض، ذات الغالبية العربية.

وحسب شبكة "رووداو" الإعلامية فإن منطقة "كري سبي" (وهو الاسم الكردي لمنطقة تل أبيض) ستصبح جزءاً من مقاطعة "كوباني" (الاسم الكردي لمنطقة عين العرب).

وقال مراسل الشبكة، نقلاً عن مسؤولين أكراد، "بعد أن يستتب الأمن في تل أبيض، سيتم تسليم إدارة وسلطة كري سبي (تل أبيض) إلى قوات الأمن في مقاطعة كوباني والمنظمات المدنية والقوات السياسية".

وشبكة "رووداو" الإعلامية، هي شبكة إعلامية كردية تعمل انطلاقاً من إقليم "كردستان العراق".

وحسب الشبكة، قال عضو اللجنة المركزية لحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا، جيلو عيسى، أن الهدف الرئيسي من دخول قوات بركان الفرات ووحدات حماية الشعب هو لحماية السكان في تل أبيض.

لكن، وفي التقرير نفسه، ذكر مسؤول في وحدات حماية الشعب في "كري سبي" (تل أبيض)، جانفيدا قورتايي، أن "قواتنا ستسلم منطقة كري سبي (تل أبيض) إلى القوات السياسية في مقاطعة كوباني لتقوم بإدارتها".

ويعني ما سبق أن تل أبيض، ذات الغالبية العربية، ستُلحق بـ "كوباني – عين العرب" ذات الغالبية الكردية، في تأكيد للتحذيرات التي سبق أن أطلقتها مصادر إعلامية تركية عن نيّة أكراد سوريا تغيير الواقع الديمغرافي في منطقة تل أبيض، وإزاحة العنصر العربي فيها.

وحسب شبكة "رووداو" الإعلامية، أفاد هرجو شاهين، وهو مسؤول العلاقات الاجتماعية في مقاطعة "كوباني"، أنه "وفقاً لطبيعة القرب الجغرافي بين كوباني وتل أبيض والتواصل الاجتماعي بين المنطقتين ستكون إدراة تل أبيض تابعة لمقاطعة كوباني".

وقال مسؤول منظومة المجتمع الكوردستاني في كري سبي (تل أبيض)، عدنان إبراهيم، "كل المكونات موجودة في هذه المقاطعة، ويمكن لسكان منطقة تل أبيض أن يتولوا مناصبهم هنا في إدارة هذه المنطقة".

وكانت وسائل إعلامية تركية حذرت من مخطط "كردي" يتم بالتفاهم بين إقليم كردستان العراق، وبين أبرز الفصائل الكردية السورية، حزب "الاتحاد الديمقراطي الكردي"، لتنفيذ عملية تمدد للأكراد على حساب العرب، شمال البلاد، وصولاً إلى الساحل السوري، عبر تهجير العرب من المناطق التي تفصل بين مناطق تركز الأكراد على الشريط الحدودي مع تركيا.

ويشكل الأكراد غالبية عددية، مثيرة للجدل، في عدة مناطق بشمال سوريا، لكن هذه المناطق منفصلة عن بعضها بمساحات واسعة من الأراضي التي يشكل العرب غالبيتها العددية. وتشكل منطقة تل أبيض، واحدة من تلك المناطق العربية الفاصلة بين "كانتونات" ما يسمى بـ "غرب كردستان"، حسب الأدبيات المتداولة في أوساط فصائل كردية سورية.

من جهتها، قدمت وسيلة إعلامية كردية أخرى، صورة مختلفة عن الوضع المُرتقب في منطقة تل أبيض، مشيرة إلى أن الحياة تعود تدريجياً إلى مدينة تل أبيض، وأن عدداً من سكانها العرب بدؤوا بالعودة إليها.

وحسب موقع "آرا نيوز"، فإن أعلام وحدات حماية الشعب الكردية، تُرفع إلى جانب علم الجيش الحر، وأعلام أخرى لقوات الآسايش، في إشارة إلى تفاهم وتعاون تلك الفصائل المسلحة التي تمكنت من طرد تنظيم "الدولة الإسلامية" من المدينة ومحيطها.

ويظهر موقع "آرا نيوز" مواقفاً سياسية مناوئة نسبياً لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، ويمثل تيارات كردية أخرى شمال شرق البلاد.

وحسب الموقع المذكور، فإن المسلحين الأكراد يعملون على توفير الأمن والأمان لكل مكونات مدينة تل أبيض، من عرب وتركمان وكرد، وأنهم يعملون على توفير الكهرباء من خلال تنصيب عدد من المولدات وتوزيعها على كافة أحياء المدينة والقرى المحيطة، بالإضافة إلى أن الماء متوفر الآن، كما أنهم سيجلبون المحروقات في الأيام الثلاثة القادمة من "مقاطعة الجزيرة"، بعد أن أصبح الطريق سالكاً.

يُذكر أن نائب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، نغم الغادري، كانت قد نفت برسالة إلى أعضاء الائتلاف، حصلت "اقتصاد" على نسخة منها، حصول أي عمليات تهجير قسري للعرب والتركمان من منطقة تل أبيض، بناء على لقاءات أجرتها مع النازحين السوريين في الجانب التركي من الحدود.

وأعلن الائتلاف عن تشكيل لجنة لتقصي الحقائق بغية التأكد من الإدعاءات بخصوص حصول تهجير قسري للعرب والتركمان من جانب فصائل كردية أثناء عملية طرد تنظيم "الدولة الإسلامية" من منطقة تل أبيض ومحيطها.

ترك تعليق

التعليق