إطلالة على أسواق حلب في أول أيام رمضان

مع دخول شهر رمضان المبارك بدت أسواق مدينة حلب على غير العادة شبه خالية، إلا من الباعة الذين يجلسون خلف بضائعهم التي تكدست أمامهم وهم ينتظرون من يسأل "بكام"، وسط ارتفاع جنوني شهدته السلع الغذائية والخضروات والفواكة.

وأجرى مراسل "زمان الوصل" في حلب، جولة في العديد من الأسواق الشعبية التي تكون عادة في مثل هذا الوقت من العام مكتظة بالمدنيين الذين يقصدونها لشراء الأطعمة والخضروات والفواكة تحضيراً لاستقبال الشهر الفضيل، إلا أن هذا العام جاء مختلفا عن الأعوام السابقة لأسباب عديدة أبرزها ارتفاع الأسعار بسبب النقص الحاد الذي تعاني منه مناطق الشمال السوري لمادة المازوت الرئيسية.

والتقت "زمان الوصل" عدداً من الباعة الذين اشتكوا من انعدام حركة البيع والشراء بسبب ارتفاع الأسعار، حيث أكد "أبو أحمد" أن الارتفاع ليس من عندهم وإنما بسبب ارتفاع تكلفة نقل البضائع والمواد الغذائية والخضار نظراً لارتفاع أسعار الوقود.

وأشار "ابو أحمد" الذي يبيع المواد الغذائية المستوردة من تركيا، إلى أنه وجيرانه يواجهون صعوبة بالغة في تأمين السيارات التي تنقل البضائع التي يشترونها من المدن الحدودية مع تركيا إلى داخل حلب، لافتاً إلى أن كلفة السيارة الواحدة تجاوزت مؤخراً 8000 ليرة سورية إن وجد من ينقلها.

أما "حج عبدو" الذي يعمل ببيع الخضروات والفواكة، فقال إنه مضطر لزيادة اسعار السلع التي يبيعها ليغطي كلفة نقل ما يبيعه من أرياف المدينة، مشيراً إلى أن المزارعين هم أيضاً رفعوا أسعار محاصيلهم الزراعية بسبب ارتفاع اسعار الوقود الذي يستخدمونه في ري مزروعاتهم وقطافها ونقلها إلى الأسواق.

*لوح "البوظ" بـ900 ليرة

وأما لوح الماء المجمد "البوظ" الذي يستخدم كمادة أساسية في بيوت الحلبيين لتبريد مياه الشرب نظراً لانقطاع الكهرباء، فقد بلغ سعره 900 ليرة سورية، وذلك بسبب ارتفاع أسعار مادة المازوت المستخدمة في تشغيل المعامل المصنعة.

واستطلعت "زمان الوصل" آراء عدد من المدنيين الذين صادفهم مراسلها خلال جولته في أسواق حلب عصر اليوم، حيث قال "محمد" إنه قصد السوق لشراء بعض المسلتزمات التي يحتاجها إلا أنه صدم بالأسعار التي تفوق قدرته المادية، كحال جميع سكان المدينة.

مشيراً إلى أن دخله الأسبوع لا يتجاوز 4000 ليرة سورية، وهو لا يكفي لشراء بعض الضروريات حسب تعبيره.

بينما قال "وليد": أعمل طوال الأسبوع لمدة 12 ساعة يومياً لتأمين ثمن الخبز والحليب لأطفالي، ولا قدرة لي على شراء اللحوم والفواكة بسبب الارتفاع الجنوني للأسعار، لافتاً إلى أنه اضطر إلى إلغاء الاشتراك في خط المولدة الكهربائية التي كانت تزود منزله بالكهرباء بعد أن قام صاحب المولدة برفع سعر الأمبير الواحد إلى 2000 ليرة سورية، فيما كان ثمنه في السابق 700 ليرة.

يذكر أن سعر ليتر المازوت في مناطق الشمال السوري بلغ 500 ليرة سورية "إن وجد" بعد أن كان سعره لا يزيد عن 150 ليرة، في ظل الشح الكبير الذي تشهده تلك المناطق بسبب منع تنظيم "الدولة" الذي يعتبر المصدر الرئيسي للمحروقات سيارات نقل المازوت من الدخول والخروج من المناطق التي تسيطر عليها.

ترك تعليق

التعليق