الأزمة تتفاقم...تنظيم "الدولة" يمنع وصول مشتقات النفط لمناطق المعارضة

منع تنظيم "الدولة الإسلامية" مؤخراً، وصول النفط للمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في سوريا، مما أدى إلى أزمة كبيرة تأثرت بها العديد من القطاعات الضرورية في حياة سكان تلك المناطق، الأمر الذي زاد من المعاناة التي يعيشونها منذ أكثر من 4 سنوات.

وبحسب رصد مراسل "الأناضول"، فإن المشافي، ووسائل النقل في مقدمة القطاعات المتضررة من الأزمة، إلى جانب الأعمال التي تعتمد على الوقود، وكذلك توقف عمل مولدات الكهرباء.

وجاء ذلك بعد أن منع تنظيم "الدولة" وصول النفط إلى مناطق المعارضة قبل أسبوع، وارتفاع أسعار الكميات الموجودة منه إلى 10 أضعاف سعره.

ويسيطر التنظيم على معظم آبار النفط والغاز شرقي سوريا، ويعتمد سكان مناطق المعارضة (الواقعة معظمها شمالي البلاد) بشكل كبير على النفط الخام القادم إليها من تلك الآبار في تسيير حياتهم.

ويعمل تجار محليون على فرز النفط الخام واستخلاص مشتقاته من وقود وغيره، باستخدام طرق بدائية، وذلك من أجل استخدامه في مختلف القطاعات مثل توليد الكهرباء، وتسيير وسائل النقل، وغيرها.

إلا أن تنظيم "الدولة" قرر منذ أسبوع منع وصول الشاحنات المحملة بالنفط إلى مناطق المعارضة، دون معرفة الأسباب.

كاميرا "الأناضول" رصدت تداعيات أزمة فقدان النفط في مدينة سلقين، شمالي إدلب، وجبل الزاوية جنوبها، حيث تكاد الشوارع في المنطقتين تكون خالية من السيارات، بسبب عدم وجود الوقود اللازم لتشغيلها، كما توقفت عن العمل المحلات والبسطات المخصصة لبيع الوقود والتي كانت منتشرة على طول الطرق الرئيسية.
 
وقال نور غزال، أحد الإداريين في مستشفى مدينة سلقين، إن المستشفى لم يبق لديه مخزون من مادة المازوت سوى ما يكفي لخمسة أيام لمواصلة العمل.

وأضاف في تصريحه لمراسل الأناضول، أن "هذا الوضع يشمل معظم المشافي في إدلب التي أصبحت مهددة بالتوقف عن تقديم خدماتها ما لم يتم إيصال مادة المازوت إليها في أسرع وقت ممكن".

وأشار إلى أن توقف المستشفيات عن الخدمة "يعرض حياة العشرات من المرضى للخطر، حيث يعتمد هؤلاء، وخاصة الأطفال حديثي الولادة الموجودين في الحاضنات) على الأجهزة الطبية التي تعمل على الكهرباء لاستمرار حياتهم".

وناشد الإداري، كافة المنظمات الإنسانية والإغاثية الإقليمية والدولية للعمل على إمداد مشافي إدلب وباقي مناطق المعارضة بالنفط، للحصول على الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء التي تزود تلك المشافي بالكهرباء.

من جانبه قال محمد نور حميدي، وهو مسؤول الدفاع المدني في سلقين، إن فرق الدفاع خفضت نشاطاتها خلال الأيام الماضية إلى أقل درجة ممكنة، بسبب نقص الوقود، لافتاً إلى أن معظم تلك الفرق لم تعد تحرك آلياتها إلا عند حدوث قصف من قبل قوات النظام.

وأضاف حميدي في تصريحه لوكالة الأناضول، أن استمرار انقطاع النفط "سيؤدي إلى عجز الدفاع المدني عن القيام بدوره بشكل كامل".

ترك تعليق

التعليق