"كرز أريحا" يخرج عن سيطرة النظام بعد أيام من صمّ الآذان عن غلاء أسعاره بالأسواق

بعد أيام قليلة على تصدير 4 آلاف طن من الكرز من جانب اتحاد المصدرين بدمشق، خرجت "مدينة الكرز" أريحا عن سيطرة النظام، لتصبح خسارة جديدة من الخسائر المتتالية التي تلقاها الأخير على صعيد الموارد الاقتصادية.

وحسب تقرير نشرته جريدة "العربي الجديد" منذ أيام، رفض اتحاد المصدرين الموالي للنظام، مطالب اتحاد غرف الزراعة ووزارة الاقتصاد بعدم تصدير الكرز هذا الموسم، نظراً لقلة الإنتاج مقارنة مع الأعوام السابقة، نحو 45 ألف طن، ما أدى إلى ارتفاع سعره بالسوق المحلية إلى أكثر من 1800 ليرة سورية للكيلوغرام الواحد، (الدولار = 298 ليرة) في حين لم يتجاوز سعره 300 ليرة في الموسم السابق.

وصدّر اتحاد المصدرين بدمشق 4 آلاف طن من الكرز بطائرة شحن من مطار دمشق الدولي إلى دول الخليج.

كما وصدر اتحاد المصدرين منذ أيام شحنة ضخمة من الفواكه إلى الإمارات أيضاً ضمت 35 طناً من الكرز والمشمش والخوخ والجانرك.

وقد أعلن اتحاد المصدرين عن نيته تسيير رحلات جديدة لتصدير الفواكه السورية، بمعدل رحلة واحدة كل أسبوع على الأقل، في الوقت الذي ترتفع فيه أسعار الفواكه بالأسواق المحلية إلى أسعار قياسية.

وكانت حكومة النظام صدرت 40 شاحنة براد محملة بنحو ألف طن من التفاح السوري، انطلاقاً من ميناء طرطوس في عبارة بحرية إلى مصر، خلال الشهر السابق.

وتعد أريحا من أبرز مناطق زراعة الكرز بسوريا، وتذهب تقديرات تعود إلى ما قبل العام 2011 إلى أن إنتاجها السنوي كان يتجاوز 21 ألف طن، مع غياب وجود تقديرات حديثة.

وحسب أرقام أوردتها "العربي الجديد"، احتلت سوريا المرتبة الأولى عربياً والثامنة عالمياً في إنتاج الكرز في عام 2012 بحسب أرقام الفاو، وشكلت نحو 4% من الإنتاج العالمي للكرز، وكان عام 2012 هو الأعلى إنتاجاً في سوريا، حيث تراوحت كمية الإنتاج بين 50 و80 ألف طن بين الأعوام 2005 حتى 2013.

ووصل إنتاج الكرز عام 2013 إلى 62 ألف طن، حيث كانت دمشق الأكبر إنتاجاً بين المحافظات بنسبة 62% من إنتاج القطر، وجاءت إدلب ثانياً بنسبة 21% ثم حمص واللاذقية بنسبة 5% لكل منهما.

وزادت الصادرات السورية من الكرز من نحو 7 آلاف طن في عام 2005 إلى نحو 13.5 ألف طن في عام 2012، قبل أن تتراجع خلال العامين الماضيين بين 4 و6 آلاف طن.

ويبدو أن نظام الأسد يراهن على تصدير الفواكه والخضار على حساب حاجات الاستهلاك المحلي، كواحد من آخر الموارد المتاحة له بعد أن فقد معظم الموارد الاقتصادية الرئيسية في البلاد لصالح المعارضة، وتنظيم الدولة الإسلامية.

ترك تعليق

التعليق