صحيفة فرنسية: في حي المالكي الفخم..."الحقائب جاهزة"


نقلت صحيفة فرنسية عن شاهد عيان كان يتواجد بدمشق مؤخراً أن عناصر قوات النظام والشبيحة مما يسمى بـ "الدفاع الوطني"، إلى جانب قوى الأمن، لم يتلقوا رواتبهم منذ أربعة شهور، حسب زعمه.

ونقلت "لبيراسيون" الفرنسية عن موظف حكومي سابق ما يُفيد بأن الوضع المالي لدى النظام عصيب للغاية.

وأشارت الصحيفة إلى أن إيران قلّصت من مساعداتها للأسد ونظامه في الفترة الأخيرة، لأنها تعاني من انخفاض سعر المواد النفطية.

وذكّرت الصحيفة الفرنسية بتصريح قديم للمبعوث الدولي للأزمة السورية، ستيفان دي مستورا، قال فيه أن مساعدات إيران لنظام الأسد ربما وصلت إلى 35 مليار دولار. لكن يبدو أن إيران لم تعد قادرة على إبقاء هذا التمويل السخي للأسد مستمراً، إلا بشروط، قد يكون أبرزها، الهيمنة الكاملة لإيران على مفاصل صنع القرار بالعاصمة دمشق، وهو ما أكده الإطاحة بمسؤولين كبار في الأجهزة الأمنية التابعة للأسد.

وأشارت "ليبراسيون" إلى أن مصادر مقربة من نظام الأسد تحدثت مؤخراً عن "بيع البلاد" لإيران، وأن حكومة النظام وافقت على بيع أو رهن مبان أو أملاك تعود للدولة السورية مقابل مساعدة مالية من طهران.

وتذهب الصحيفة إلى أن المساعدات المالية المقدمة من طهران سمحت لها بمصادرة القرار بدمشق، وصولاً إلى إزاحة رموز أمنية بارزة، بدأت في العام الماضي مع حافظ مخلوف، ابن خال بشار الأسد ورئيس جهاز الأمن العام القوي في دمشق، ومن ثم إطاحة مدير الأمن السياسي وأحد أركان المخابرات السورية رستم غزالي، ومن ثم أيضاً شفيق شحادة، الذي هو الآخر لم يعد يسمع عنه شيء منذ تنحيته على خلفية صراعه مع غزالي.

وترى الصحيفة أن مصير أقوى الأقوياء، اللواء علي المملوك رئيس جهاز الأمن الوطني والمستشار الخاص لبشار الأسد، لا يزال غامضاً رغم ظهوره العلني الاستثنائي في الأسبوع الماضي بالقرب من الأسد الذي كان يستقبل مسؤولاً إيرانياً رفيع المستوى. وهدف بث الصور عبر وسائل الاعلام الرسمية السورية إلى نفي المعلومات المتداولة في الأيام الأخيرة عن إقالته.

وبناء على هذه التطورات التي تُوحي بتآكل الدائرة الأمنية الضيقة حول الأسد، بدأت قناعة تنتشر بقوة في دمشق، حسب الصحيفة الفرنسية، بأن نظام الأسد في طريقه للانهيار.

ففي حي المالكي الفخم في قلب المربع الأمني في العاصمة السورية، "الحقائب جاهزة"، حسب تاجر تحدث مع الصحيفة عبر الهاتف. ويضيف قبل إنهاء المكالمة "الله يستر. الكثيرون يوضبون حقائبهم". والاحتمال الذي يؤخذ على محمل الجدية في لبنان هو ما أعلنه وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس في الأسبوع الماضي بأن حكومته تستعد لاستقبال عدد كبير من أهالي دمشق المؤيدين للنظام.

وقال درباس "نتوقع أن تكون إقامتهم مؤقتة. محطة قبل سفرهم إلى بلد آخر".

ترك تعليق

التعليق