في سبيل الدولار...النظام يتخلى عن "ورقة" الجوازات

تُفيد معطيات أولية بأن نظام الأسد، قد يكون تخلى عن استراتيجيته الثابتة لعقود والتي تفاقمت في السنوات الأربع الأخيرة، وهي ابتزاز معارضيه والخارجين عليه باستخدام ورقة جوازات السفر.

وعُرف عن نظام الأسد منذ عهد الأس الأب أنه يبتز معارضيه الموجودين في الخارج بعدم تمديد جوازات سفرهم مما يجعلهم في إشكالية عصيبة نظراً لكون جواز السفر الوثيقة الرئيسية المستخدمة من جانب السوريّ في الخارج.

وحسب المعطيات المتوافرة مؤخراً، يبدو أن نظام الأسد خضع لضغط الدولار، بعد أن قاوم بقوة كل الضغوط السياسية والإنسانية، ليتخلى عن ورقة ابتزاز معارضيه بجوازات السفر، ويقرر منحهم هذه الجوازات، بمرونة كبيرة نسبياً، مقابل تحصيل مبالغ كبيرة من الدولار.

وفي حال صحت تلك المعطيات، من المتوقع أن يحصّل النظام مليارات الدولارات من عملية تجديد ومنح جوازات السفر للسوريين الذين خرجوا من سوريا بصورة غير شرعية. ويشمل ذلك ما يقترب من 5 مليون سوري من اللاجئين عبر الحدود إلى تركيا ولبنان والأردن.

وفي التفاصيل، أصدرت وزارة الخارجية والمغتربين، التابعة لنظام الأسد، يوم الخميس، قراراً يقضي بالسماح للقنصليات والسفارات السورية في دول العالم، بمنح وتجديد جوازات ووثائق السفر السورية، دون الرجوع إلى إدارة الهجرة والجوازات في العاصمة دمشق.

واللافت في القرار، تأكيده أن منح جوازات السفر، أو تجديدها يتمّ "بغض النظر عن الإجراءات"، ما يعني أنه يتم دون العودة إلى إدارة الهجرة والجوازات بدمشق، أو أي إجراءات أخرى.

وأشار القرار إلى إمكانية منح جوازات سفر ووثائق سفر للأشخاص الذين غادروا البلاد بطرق غير مشروعة، لكنه في هذه الحالة، يجب إعلام إدارة الهجرة والجوازات بذلك. ومن غير الواضح بعد إن كان المقصود بـ "إعلام إدارة الهجرة والجوازات بذلك"، أنه قد لا يتم تجديد جوازات السفر لبعض الحالات من المعارضين لنظام الأسد ممن لهم ملفات لدى أجهزته الأمنية، لكن مراقبين يعتقدون أن النظام سيجدد جوازات السفر لمعظم السوريين نظراً لحاجته المُلحة للدولار.

ولفت قرار خارجية النظام إلى عدم إمكانية تمديد، أو تجديد، جوازات ووثائق السفر الصادرة، أو الممهورة بأختام غير رسمية، وإتاحة الفرصة لاستبدالها بجوازات رسميّة. حيث تُلغى وتُسحب الوثائق السابقة، وتُمنح أخرى جديدة، وذلك بعد إعلام إدارة الهجرة والجوازات بذلك، أيضاً.

وكانت طلبات كثيرة لتجديد أو تمديد جوازات سفر السوريين تُرفض في سفارات النظام بالخارج، بعد العودة إلى إدارة الهجرة والجوازات بدمشق، التي تُنسق مع الأجهزة الأمنية لتقرير رفض أو قبول حالات محددة.

وأتاح القرار الجديد تمديد جواز السفر لتصل صلاحيته إلى 10 سنوات، عبر تمديده لسنتين، مرتين، للجوازات الممنوحة بمدة كاملة (6 سنوات)، وذلك بعد تسديد الرسوم المحددة.

وحدد القرار الأجور القنصلية المتعلقة بمنح الجوازات الجديدة للسوريين المقيمين في الخارج، بـ 400 دولار أمريكي أو ما يعادلها باليورو، بالإضافة إلى وضع رسم جديد للجوازات المراد تجديدها في القنصليات والسفارات السورية في دول العالم، وقدره 200 دولار أمريكي أو ما يعادله باليورو.

وأجاز القرار "تسديد الرسوم القنصلية، وأجور تجديد ومنح الجوازات، بالعملات المحلية للدول التي تتواجد فيها البعثات الدبلوماسية والقنصلية السورية، وفقاً لنشرة سعر الصرف الصادرة عن مصرف سوريا المركزي في الربع الأول من كل عام".

وألغى القرار تجديدات السفر الممنوحة للسوريين حول العالم لمدة تتجاوز السنتين.

وتختلف التأويلات للقرار المفصّل آنفاً، ففي حين يتحدث بعض السوريين عن أنهم ما يزالون يعانون مشكلات في تجديد جوازات سفرهم في بعض السفارات، يشير آخرون، ومنهم مصادر معارضة، إلى أن النظام بصدد تجديد جوازات سفر السوريين، دون انتظار الموافقات الأمنية التي كانت سابقاً السبب الرئيس في عرقلة تجديد أو إصدار جوازات سفر للكثيرين.

وحسب مصادر معارضة فإن الحصول على جواز السفر أو تمديده بات يحتاج إلى يوم واحد فقط بمجرد الحصول على موعد من إحدى القنصليات السورية، وهذا الإجراء يشمل جميع السوريين المقيمين في الخارج بغضّ النظر عن مواقفهم السياسية.

وأكد نشطاء وإعلاميون ما خلصت إليه المصادر المعارضة في الفقرة السابقة. وأشار الإعلامي، سامر كنجو، في بوست نشره على صفحته في "فيسبوك"، أنه اعتباراً من صباح أمس، أصبح تمديد جميع الجوازات لمدة سنتين (لم يعد هناك سنة ولا أربع سنوات)، وأيضاً لم يعد هناك موافقات أمنية ولا تقديم طلبات مسبقة وأصبح الجواز يمدد في يوم واحد من القنصلية مباشرة بمجرد الحصول على موعد.

وأضاف كنجو "ألغيت جميع الموافقات السابقة بما في ذلك الذين حصلوا على أربع سنوات وتحولت تلقائياً الى سنتين فقط. الكلفة أصبحت 220 دولار لمدة سنتين لجميع الجوازات. أما بالنسبة لطريقة العمل الجديدة وطريقة الحصول على موعد فسيتم الإعلان عنها يوم الاثنين".

ونوه في الختام "المعلومات السابقة حصلت عليها من القنصلية اليوم صباحاً أثناء تمديد جواز السفر". وذلك في إشارة إلى قنصلية النظام باسطنبول، صباح أمس.

وتعليقاً على ما سبق، طالب نشطاء معارضون كل من هو غير مضطر لتجديد جوازات السفر، بعدم القيام بالتجديد، نظراً لكون الكلفة التي سيدفعها للنظام، ستمثل دماء جديدة ستُضخ في شرايين إجرامه، وتُطيل في عمره.

ترك تعليق

التعليق

  • يطمح بشار الأسد الى إمتعاض السورين ، ومحاولة إستفزازهم وحتى إن كان ا بعيدين عن قبضته الأمنية ، وايضاً يلعب على وتر الأقتصاد محاولاً جمع المال ليصمد أكثر من المتوقع