الطاقة الشمسية تعوّض محاصري حمص عن كهرباء النظام

 بدأت ألواح الطاقة الشمسية تغزو قرى وبلدات ريف حمص الشمالي المحاصر، حيث قطع النظام الكهرباء عن معظم قراه منذ أكثر من عامين، أما القرى التي مازال النظام، مجبرا على تزويدها بالكهرباء، فلا تأتي في اليوم أكثر من ساعتين أو ثلاث ساعات على أبعد تقدير، وأحيانا تغيب بشكل كامل لأكثر من أسبوع.

وحسب تقرير نشرته "زمان الوصل"، فإنّ الإقبال على تركيب الألواح الشمسية ما زال ضعيفا بالريف الحمصي، قياسا بريف حلب الشمالي المحرر، والذي يشهد إقبالا كبيرا على تركيب الألواح الشمسية المولّدة للكهرباء، وذلك بسبب غلاء سعرها وقلة السيولة المالية بين أيدي المحاصرين بريف حمص الشمالي.

لم أعد بحاجة لكهرباء الأسد!

يقول أبو محمد الحسواني، وهو أحد قاطني قرية السعن، شرق الرستن:"لم أعد بحاجة لكهرباء الأسد بعد أنّ ركّبت 3 ألواح من الطاقة الشمسية مؤخرا".

وأضاف يقول لـ"زمان الوصل": بالطاقة الشمسية استطعت إنارة منزلي ليلا ونهارا، وتشغيل البراد والتلفاز والكمبيوتر المحمول، وشحن جوالات أفراد الأسرة، وتشغيل مضخة صغيرة، تسحب مياه الشرب من آبار سطحية.

وأشار إلى أنّه استغنى عن الاشتراك بمولدات الكهرباء الخاصة، التي تعمل على الديزل، حيث كان يدفع شهريا قرابة 12 ألف ليرة سورية.

وردا على سؤال "زمان الوصل" عن كلفة الألواح الشميسية، قال الحسواني: دفعت نحو 200 ألف ليرة ثمن الألواح الشمسية، وبطاريات لتشغيلها ليلا، ورافع جهد باستطاعة 7000 شمعة..وأنصح كل من يملك المال، شراء الألواح الشمسية، لأنّها تحل مشكلة الكهرباء التي قطعها عنا النظام المجرم.

80 ألف ثمن اللوح؟

وفي منطقة الحولة المحاصرة، افتتح مؤخرا أحد الأشخاص محلا لبيع الألواح الشمسية.

وقال لـ"زمان الوصل" إن كل لوح شمسي مساحته 2 م2 قادر على إنارة المنزل ليلا ونهارا، وتشغيل تلفزيون (12 بوصة)، ومضخة مياه صغيرة تسحب مياه الشرب من الشبكة، وشحن عدة بطاريات سيارات باليوم الواحد.

وأشار إلى أن اللوح الواحد مع محوّل كهربائي صغير يبيعه بمنطقته بـ80 ألف ليرة سورية.

واعترف بأنّ سعره غال جدا بسب حصار النظام لمنطقته منذ أكثر من عامين، وبالتالي صعوبة إدخال القطع الكهربائية، وخاصة القابلة للكسر، بسبب وعورة الطريق.

ويقول أحمد ميزاناز من مدينة تلبيسة إن تركيب اللوح الشمسي لا يقتصر على ثمنه فقط، فهناك ثمن البطارية ورافع الجهد، وتكسير اللوح حال تعرضه لهزة قوية، أو شظية قذيفة.

وعن كمية الطاقة الكهربائية التي يستطيع كل لوح توليدها، قال ميزاناز إن اللوح الواحد يقوم بتوليد كهرباء مستمرة (12 فولت) بقوة (7 أمبير)، خلال النهار.

وأضاف أن هناك ألواحا مزدوجة تؤمّن كهرباء باستطاعة (24 فولت) بقوة (15 أمبير).

من جانب آخر علمت "زمان الوصل" أن ثمن اللوح الشمسي بريف حلب الشمالي المحرر لا يتجاوز (110) دولارات أمريكية، بينما يباع بريف حمص الشمالي بسعر يترواح مابين (200-300) دولار أمريكي.

وهناك إقبال كبير على تركيبها بريفي إدلب وحلب، بعد أن قطع النظام الكهرباء عنهم، وبعد تخريب الشبكة الكهربائية بكاملها.

وفي السياق ذاته قال محمد ناصيف -مهندس كهربائي- لـ"زمان الوصل" إن الطاقة الشمسية طاقة نظيفة ومتجدّدة ولا تنضب، وإذا أمّنا عددا كافيا من الألواح، فإنّنا نستطيع تأمين الاكتفاء الذاتي من الكهرباء بحدوده الدنيا.

داعيا أصحاب رؤوس الأموال للاستثمار في مجال الطاقات المتجددة، وخاصة الشمسية منها، لأنّ الشعب السوري بحاجة ماسة لها حاليا وبالمستقبل، فمعظم آبار النفط والغاز دمّرت وسرقت من قبل النظام وغيره، وأغلب محطات توليد الكهرباء أصبحت خارج الخدمة، ولم يبقَ خيار أمامه سوى الاستفادة القصوى من الطاقة الشمسية المتجددة والنظيفة.

ترك تعليق

التعليق